رئيس التحرير
عصام كامل

تلك الحلول الغبية للحكومات الغربية!

بالرغم من أن الحرب الفلسطينية الإسرائيلية لم تنته بعد، وبالرغم من أن صواريخ المقاومة لا تزال تهبط فوق تل أبيب وعسقلان وحيفا ومستوطنات غلاف غزة وغيرها، وبالرغم من أن الدمار الشامل الذي لحق ويلحق بالمدنيين، لايزال مستمرا، ولم تسقط المقاومة أو تستسلم، فإن الدول الغربية تطرح أفكارا لا يمكن وصفها إلا بالعمى السياسي. 

 

رغم كل ما سبق بيانه أعلاه، يبحثون المستقبل السياسي لغزة بعد إقصاء حماس. حماس لا تزال بعنفوانها، لكنهم يقررون عن الشعب الفلسطيني كيف ومن يدير قطاع غزة. نتنياهو أكد قبل 72 ساعة أنه سيكون المسئول الأمنى الكلي لقطاع غزة، وأي قوات أممية أو عربية أو اسلامية أو من السلطة الفلسطينية ستكون، بهذا التصور، تحت إمرته. 

 

هو يقول إنه لن يحتل غزة لكنه سيديرها أمنيًا، وهو ما يتصور أن مصر تقبل إعادة غزة تحت إشرافها، أو إشراف عربي من الإمارات والسعودية، وبذلك تصبح القوات العربية عاملة في قسم شرطة تابع لنتنياهو.

مراوغات أمريكية


الأمر المحير في الموقف الغربى أنهم يعلمون أن حماس لن تموت، لأن الأجيال الحالية والتالية بكل الرعب والظلم والهوان والجوع والعطش وهدم البيوت هم كلهم حماس لا تنفد.. وبالتالي فإن بحث مستقبل القطاع على أساس إنهاء حماس هو تلاعب بالوقت، وبيع الهواء، ومضغ الحلول الموسمية المؤقتة.. 

 

بل يمكننى الذهاب إلى أبعد من ذلك استنادا إلى خبرات التفاوض السابقة، وأقول أن كل الكلام الامريكي عن وجوب حل الدولتين هو نتاج الحالة الجارية بكل ضغوطها الدولية والشعبية، وبمجرد البدء في التفاوض، سندخل عشر سنوات أخرى من المراوغات ليس فقط من جانب العدو الصهيوني، بل أيضا من الادارات الامريكية. 

 

ليس صحيحا أن أي ادارة أمريكية تريد حل الدولتين، إنما هى جزرة غواية لبناء خريطة تطبيع مع من لم يطبع بعد مع إسرائيل. يريدون أيضا أن تتولى السلطة المهانة في رام الله ادارة القطاع، ليصير الدم الفلسطيني هدفا للصواريخ والاغتيالات الفلسطينية، لحساب إسرائيل. 
 

ومع كل الدمار الحالي الموجع، فإن اسرائيل حققت انجازا كبيرا لصالح الفلسطينيين، فقد جعلت كل العرب، بل العالم يتعاملون مع حماس على أنها مقاومة، وليست حركة متمردة على الشرعية في رام الله.. ومن الحق القول، ووفقا للقانون الدولي، فإن الاحتلال يقابله مقاومة، ومن حق الشعوب محاربته وقتاله حتى يرحل. 
 

مقتضى القول أن الحلول المطروحة لدى الاتحاد الأوروبي، أو مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، أو لدي الخارجية الأمريكية، وجميعها يتحدث عن غزة بلا حماس، بلا مقاومة، كلها وهم، وربما تأجيل مؤقت يعقبه تأجيج لنيران الفتنة الإقليمية.

 


وسط هذا المستنقع الدبلوماسي الغربي الكاذب، تتحرك مصر بوعى وصلابة، لتحافظ على حقوق الفلسطينيين، ولتحمى أمنها القومى.. لن يدير القطاع ولا الضفة إلا إدارة فلسطينية منتخبة من الضفة ومن القطاع.. وعلى أهلنا هناك أن تتوحد كلمتهم وتتم المصالحة، فما رأيتموه من العدو كفيل بإنهاء الشقاق، وبدء بناء حقيقي لدولة فلسطين، توحدوا لتواجهوا الغرب بمناوراته الحقيرة.

الجريدة الرسمية