حديث قلب
تحليل اللواء مروان مصطفى لأحداث غزة
اللواء مروان مصطفى -مساعد أول وزير الداخلية الأسبق - ليس صديقا شخصيا فحسب، بل لآلاف الصحفيين والإعلاميين الذين تعاملوا معه عن قرب منذ أن كان مديرا للعلاقات العامة والإعلام بوزارة الداخلية؛ ولمسوا فيه سمات وصفات فريدة أبرزها الرجولة والشهامة والإخلاص طوال سنوات خدمته وحتى وصوله لمنصب رفيع ختم فيه حياته الوظيفية كمدير للمكتب العربي للإعلام الأمني بمجلس وزراء الداخلية العرب..
أتابع صديقي اللواء مروان مصطفي الآن كمحلل سياسي واستراتيجي، ويكتب مقالاته لمواقع اخبارية هامة، ويحلل أحداث الساعة لحظة بلحظة وباحترافية يحسد عليها، آخرها رؤيته الثاقبة بالنسبة لأحداث غزة!
ولإنها علي درجة كبيرة من الأهمية؛ رأيت إعادة نشر بعض خواطره وتأملاته بالنسبة لهذه القضية التي تشغل بال الرأي العام العربي والعالمي في مقالي هذا الإسبوع.. يقول اللواء مروان مصطفي:
لا أدري لماذا ارتاح قلبي.. وهدأ قلقي.. وعاد النوم لجفوني.. لما شاهدت تفتيش الحرب للرئيس السيسي على الفرقة الرابعة المدرعة في سيناء.. ولما استفسرت عنها عرفت أنها حقا من أعظم الفرق الهجومية المدرعة في الجيش المصرى، وهي الفرقة الوحيدة تقريبا التي شاركت في كل الحروب التي حاربتها مصر..
وبإختصار شديد هي رأس حربة الجيش المصري بما تملكه من قدرات تسليحية حديثة وقدرات عسكرية وقتالية فائقة.. وإرتحت أكثر وأكثر عندما سمعت الرئيس السيسي وهو يقول للمصريين عيشوا حياتكم.. ومصر لن تمس.
الإعلام الإسرائيلي وإعلامنا
وحزنت جدا للحملة المسعورة والمتعمدة علي وسائل التواصل لتوجيه اللوم والنقد والإساءة لبعض الدول العربية بسبب سياساتها السلبية، ومواقف اللامبالاة نحو غزه والتي يشارك فيها عدد من المصريين من الكارهين والساعين بشدة لإحداث الفتنة بين مصروأشقائها العرب.
يا جماعة لازم نفهم كويس إن لكل دولة -أيا كانت- سيادتها وحقها في إتخاذ ما تراه مناسبا لاهدافها، ومحققًا لطموحاتها السياسية أو الاقتصادية، دون تدخل أو ضغوط خارجية حتى ولو كانت تلك السياسات والمواقف لا تعجبنا ولا تتوافق مع رؤيتنا.
لقد صدمتني تصريحات الأخ حمدين صباحي وشلته من القوميين والوحدويون العرب وكانت مطالباته الغريبة والعجيبة.. بدخول الجيش المصري لمعبر رفح الحدودي وإدخال المساعدات لغزة بالقوة، وكمان الاغرب المطالبة بمنع أي سفينة لإسرائيل أو أي دولة تؤيدها من المرور في قناة السويس..
وطبعا حضرته عارف كويس جدا إن ده يعتبر بمثابة إعلان حالة الحرب على إسرائيل وأمريكا وأوروبا كلها.. وعارف كمان إن ده كان السبب الرئيسي لنكسه 67.. وحقيقي أنا مستغرب جدا هو نفسه إن مصرتدخل في حرب ليه دلوقتي؟!
والحمد لله.. أنه سقط في الانتخابات وطلع ترتيبه الثالث بعد الاصوات الباطلة.. وطبعا ده بفضل ربنا اللي بيحمي البلد دي من أعدائها وأبنائها اللي فاكرين أن القومية العربية هي أن مصر هي اللي تحاسب علي المشاريب، وتدفع الفاتورة لوحدها.
والشيء بالشيء يذكر وبعد أن شاهدنا المواقف المغزية وغير الانسانية لحكومات الدول الاوروبية، ومعاييرهم المزدوجة التي داسوا فيها بأقدامهم علي القوانين والمساواة والعدالة الانسانية التي طالما تشدقوا وصدعوا رؤوسنا بها..
وفتحوا مراكزهم ومعاهدهم ودكاكينهم لتسويق والتدريب على تلك المبادئ المزيفة، ومولوا ودربوا وغسلوا عقول أبنائنا فيها.. لتنفيذ خطة الربيع العربي التي أفشلتها مصر، وبقي منها بعض نشاطائها، ومتدربيها، ومرتزقيها والذين يحاولون الآن استغلال الفرصة للعودة للصيد في الماء العكر.
اقول وبكل أسف إن الإعلام الاسرائيلي كان هو الناجح الوحيد في تلك المعركة فقد نجح وبكل جدارة في التأثيرعلى الرأي العام الغربي وتحفيز مشاعرهم وإثارة غضبهم نحوالفلسطينيين، وشيطنة مقاومي حماس باعتبارهم داعش العصر ولكن الله سلم، وبدأت تلك الشعوب في تغيير مواقفها بعدما تأكدت من ضلالتهم واكاذيبهم.
أما اعلامنا العربي -وأسفاه- الذي لا يخاطب إلا نفسه ويبذل قصاري جهده في إثارة مواطنيه وتهييج مشاعرهم والتنكيد عليهم بشعارات حنجورية قديمة ومعادة ومحفوظة وأبيات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، فلم يكلف نفسه بمخاطبه الغرب برسائل انسانية مترجمة ومؤثرة عن مآسي الشعب المحتل، والمحاصر من قوة غاشمة تعودت على قتل المدنيين وأطفال الحجارة منذ مقتل الطفل محمد الدرة على الهواء مباشرة.