رئيس التحرير
عصام كامل

مفاجأة نصرالله !

لا جديد في الخطاب المطول واستغرق ساعة ونصفالساعة الذى ألقاه كما اعتاد منذ سنوات عبر الشاشات أمام حشود من أنصاره سوى ما يتعلق باحتمال دخول حزب الله الحرب ضد إسرائيل. 

 لا جديد فيما قاله حول استقلال حزبه وحماس والحوثيين ومنظمات عراقية، وأن قرارهم  بيدها وليس بيد إيران، كما يعطى الإيرانيون أنفسهم الانطباع بذلك، فقد قال هذا الكلام من قبل.

  
ولا جديد فيما قاله حول أن أمريكا هى التى تحارب أهل غزة الآن وليست إسرائيل، فقد سبق أن قاله حزبه من قبل وقالته حماس ومعها محللون كثر.. ولا جديد أيضا فيما قاله عن أسباب ما قامت به حماس في السابع من أكتوبر، والذى صدم إسرائيل بشدة، فإن حتى الكلام الرسمى للحكومات العربية تضمن هذا.

 
ولا جديد كذلك فيما قاله حول تلقيه وحزبه تهديدات أمريكية وعربية بالانخراط في الحرب، فهذه التهديدات معلنة وليست سرية ولا يتوقف عنها المسئولون الأمريكيون والأوروبيون أيضا، ولا جديد أيضا فيما وجهه نصرالله من نقد للأنظمة والدول العربية، فهو تعود على ذلك كثيرا من قبل، وإن كان هذه المرة حرص على أن يكون نقده هذا خفيفا!

 
حتى ما قاله نصر الله حول اضطراب وارتباك الإسرائليين بعد طوفان الأقصى ليس جديدا أيضا، فقد كشفه الإعلام الإسرائيلى وفضحته تصريحات المسئولين الإسرائيليين، وأكدته تصرفات القادة العسكريين في إدارة المعركة على الأرض الآن، خاصة اختيارهم اجتياحا متدحرجا برا لقطاع غزة.

 
لكن الجديد فيما قاله ضمنا نصر الله أنه حريص على عدم الانخراط في حرب واسعة شاملة مع إسرائيل. فًهو اعتبر حزبه قد دخل الحرب فعلا بما قام ويقوم به من عمليات عسكرية على الحدود مع إسرائيل، وقال كلاما غير محدد حول أن كل الخيارات مطروحة، وأن التصعيد من قبل حزبه مرهون بتطورات ما يحدث فى حرب غزة، وأيضًا بسلوك القوات الإسرائيلية على الجبهة اللبنانية..

 

 

ولو كان نصرالله اتخذ قرار الانخراط في حرب واسعة وشاملة مع إسرائيل لقال كلاما مختلفا وواضحا وصريحا خاليا مما أسماه الغموض البناء.. وهذه هى مفاجآته للبنانيين والفلسطينيين والإسرائيليين معا.

الجريدة الرسمية