مصيدة الموت!
يطرح المحللون والمراقبون أسبابا عديدة متنوعة لتأخر الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة الذي أعلن عنه قادة إسرائيل العسكريون منذ أكثر من أسبوع.. وتتراوح هذه الأسباب ما بين وجود ضغوط خارجية على إسرائيل من داعميها حتى لا يتسع نطاق الصدام العسكري في المنطقة بمشاركة أطراف أخرى فيه، والرغبة في استعادة الأسرى المدنيين على الأقل الموجودين في قبضة حماس، وأيضًا تردد القيادة الإسرائيليةَ في اتخاذ قرار الاجتياح البري.
والأرجح أن السبب في تأخر هذا الاجتياح البرى لقطاع غزة ليس إنسانيا ولا سياسيا، وإنما هو عسكري.. فهناك عسكريون سابقون في إسرائيل يحذرون من القيام بهذا الاجتياح البري الآن لأن تكلفته إسرائيليا ستكون باهظة وفادحة جدا..
فإذا كانت حماس قد نجحت في مفاجأة القوات الإسرائيلية في السابع من أكتوبر ووجهت لها ضربة موجعة إصابتها بالشلل الذي أعجزها عن منع سيطرة مقاتلي حماس على عدد من المستوطنات في غلاف غزة فإنه لابد وأن حماس استعدت لإستقبال جنود اسرائيل داخل القطاع بما سوف يصدمهم مجددا، خاصة وأن المدافع يكون عادة في موقف أفضل من المهاجم، كما أن حماس لديها شبكة سرية من الإنفاق تسيطر عليها وسوف تستخدمها في اصطياد الجنود الإسرائيليين وقتلهم..
لقد وصف أحد الجنرالات الإسرائيليين هذا الاجتياح البرى للقطاع بأنه سيكون بمثابة مصيدة موت للاسرائيليين سوف يقعون فيها.. لذلك يتلكأ الإسرائيليون في تنفيذ هذا الاجتياح البري.. والأرجح أيضا أنهم عدلوا من نطاقه، ليشمل شمال القطاع، وربما وسطه أيضا، وهذا يفسر دفع سكان الشمال للنزوح إلى الجنوب لآن اجتياحه وهو خاليا من السكان أيسر من اقتحامه وهو مزدحم بالسكان.
إن إسرائيل تريد أن تنتقم مما حدث لها في السابع من أكتوبر ولا تريد أن يضاف لأسباب انتقامها مصيدة الموت التي تنتظرها إذا اجتاحت قطاع غزة بريا.