إرادة من ذهب
كم يسعد المرء حين يجد بلده محل تقدير وإشادة من الخارج وخصوصًا المنظمات الدولية المحايدة.. وإن كان هذا لا يغنى وحده عن رضا الداخل.. ومنسوب الرضا يزداد كلما شعر المواطن بأن الدولة تعمل لأجل راحته وإسعاده والتخفيف من معاناته.
ولا ينكر أحد أن مصر حققت نجاحًا غير مسبوق في القضاء على فيروس C، ذلك الفيروس الذي طالما التهم أكباد ملايين المصريين بلا رحمة على مدى عقود وعقود.. هذا النجاح شعر به ملايين المرضى الذين تحسنت حالتهم المرضية على أرض الواقع ؛هو ما جعل منظمة الصحة العالمية تهنئ مصر لكونها أول بلد يبلغ المستوى الذهبي على مسار القضاء على التهاب الكبد الوبائي C وفقًا للمعايير الدولية..
مثل هذه الشهادة المعتبرة من أعلى منظمة عالمية مهتمة بصحة البشر تعطى حافزا للحكومة بضرورة الإسراع في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، التي ستحدث حال تطبيقها بعناية ودقة فارقًا هائلًا في أوضاعنا الصحية، وستجعل رحلة علاج أي مرض أمرًا يسيرًا مستطاعًا وليس رحلة عذاب واستغلال وابتزاز يمارسه بكل أسف طائفة من الأطباء بكل صلف ولا مبالاة وأحيانًا بتجرد من الإنسانية..
حيثيات نجاح مصر في علاج فيروس C
حين يغالون في رفع فيزيتا الكشف دون مراعاة لأحوال الناس والغلاء الفاحش في متطلبات الحياة، متناسين أن الكشف ليس كل شيء في منظومة الصحة فثمة علاج تتزايد أسعاره بصورة فاحشة وأشعات وتحاليل يتحملها المريض متألمًا في صمت لا يعلم إلا الله فاجعته ومصيبته.
أما حيثيات نجاح مصر في علاج فيروس C من وجهة نظر المنظمة الدولية؛ فيرجع إلى أن الحكومة نجحت في تشخيص 87% من المتعايشين مع الفيروس C وقدَّمت العلاج الشافى لنحو 93% من المصابين به؛ ثم انتقلت من أعلى معدلات الإصابة بالعالم إلى بلد يملك أحد أقل المعدلات بخفض معدل انتشار التهاب الكبد C من 10% إلى 0.38%..
وتلك ولاشك نتائج مبهرة تحققت بفضل جهود حكومية كبيرة قادتها مبادرة خلاقها تبناها بعناية وإصرار الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي لولاه ما تخلص المصريون من تلك الآفة اللعينة.. صدقوني النجاح يفرض نفسه والإنجاز لا يمكن لأحد أن يطفيء أنواره.. وفي النهاية لا يقنع إلا المقنع!