الخروج الأمريكي والغربي من الشرق الأوسط
هزم الجمع ولا يزالون يولون الدبر، من مخابئ نتنياهو إلى حاملات الطائرات الأمريكية التى تسعى فى الشر سعى الجبناء، وطائرات الألمان التى جاءت بعار القيم الغربية، وحاملات إنجليزية تذكرنا بوعد بلفور، وكلهم لا يزالون يولون الدبر.
ألف وخمسمائة رجل بمليون مما تعدون، نكسوا أعلامكم، وأسقطوا قيمكم، وأشعلوا فتيلا يضيء للأمة طريقها، الذى ظن البعض أن عتمته لن تنتهي، ألف وخمسمائة بطل أطلوا علينا في بهيم الليل الحالك فكانوا نبراسا وشموعا أضاءت الأرواح قبل أن تضيء الطريق إلى القدس.
خروج ملفوف بالعار يزين جدران العم سام الذى قرر الخروج من الشرق الأوسط إلى الأبد معلنا وزير خارجيته أنه جاء إلى المنطقة بصفته يهوديًا وليس بصفته أمريكيا من بلد الحريات المزعومة، فكان ظهوره اختفاء لبلاده وخروجا إلى الأبد من منظومة العالم الجديد.
خرج الأمريكان ومعه الغرب عندما ظنوا أن طائراتهم وحاملاتها وصواريخهم تخيف قلبا مؤمنا بالأرض والعرض والشرف، جاءوا إلينا يحملون بشرى القتل والتدمير والخراب، وهمًا منهم أن الحياة عندنا هى كما عندهم، إن الحياة عندنا هى الموت الشريف.
أنتم متمسكون بحياة الأرض، وأبطالنا في أمنية الصعود إلى الأبد، هى الحياة التى لا ظلم فيها ولا تعب ولا نصب، وقد أنذرناكم وأنذرنا آباءكم وأنتم ما زلتم غافلين، وقد وضعنا فى أعناقكم أغلال الهزيمة وجعلنا بين أيديكم سدا من الإرادة ومن خلفكم سدا من الإرادة، وأنتم كما أنتم لا تبصرون.
صفحات النصر العظيم
خرج العم سام من الإنسانية عندما كذب كبيرهم بأنه رأى بأم عينيه أطفالا يهودا مقطوعى الرءوس، وعندما قال وزير دفاعهم إنه رأى بأم عينيه مدنيين يذبحون، وعندما قال ساكن الإليزيه إنه وبلاده قادمون لنصرة الكذاب الأشر نتنياهو الذى آمن طوال حياته أن المرء يكذب ثم يكذب حتى يكتب عند الله نتنياهو.
وعلى إثر الخروج الأمريكى من الشرق كان ساكن الكرملين يقترب أكثر فأكثر بوعى السياسى المحنك الذى يحادث الناس عن الحق والحقيقة ووطن لأصحاب الأرض هو الضرورة والحل، ويطرح الصينيون القادمون عبر طريق الحرير طريقًا للحل ليس من بين بنوده تهجير أو قتل أو تدمير ليضع الصينى له موضع قدم فى الشرق المكتوى بنيران الظلم الغربى منذ عقود.
ألف وخمسمائة شاب من الجيل الجديد الذى أريد له نسيان القضية والذوبان في كاتشب ماكدونالدز أزعجوا قصور الظلم في بلاد كانت تتصور أن حاملات طائراتها تهز الكون كله دون أن تفكر قليلا.. أنتم لا تهتز لكم إلا قصور الحكم في بلادنا، أما نحن فالأرض مسجد وبيت وفرش، والسماء لحاف، وكلاهما لنا وليسا لكم.
ألف وخمسمائة رجل حطوا بإرادتهم على أرضهم المحتلة فحرروها، وظلوا عليها إلى اليوم يقاتلون دباباتكم ومدافعكم وصواريخكم وقنابلكم الفسفورية بصدور تملؤها رغبة العبور إلى السرمد دون العودة إلى ذل الحياة التى تصورتم أنكم ممسكون بتفاصيلها.
تجولوا في معسكراتكم وقبضوا على جنودكم وأسروا مقاتليكم وقتلوا من استحق القتل، وظلوا على الأرض بثبات المجاهدين العظام الذين كنا حتى الأمس القريب نقرأ قصصهم ونظن أنها من الماضى التليد. أعادنا الفتية الجدد إلى قمة المجد وبثوا فينا أملًا وأعادوا في شرايينا إكسير الرجولة والنبل والتضحية.
لسنوات طوال وقد أدمنَّا إصدار البيانات والغرب اللاهث إلى بحارنا وشواطئنا بقاذفاته يغض الطرف عن العبث بشرف الأمة وتاريخها وحضارتها، فلم يكن من هؤلاء الرجال إلا أن يصدروا بيانا غير كل البيانات.. بيان القوة والإرادة والشرف.. على وقع أقدامك الثابتة على الأرض يهرول الغرب مذعورًا إلى شواطئنا ناصبا كل مدافعه على عواصمنا والخوف رداء جنودهم وحكامهم.
خرجت فرنسا من محيطنا، وخرجت ألمانيا وخرجت إسبانيا وخرجت إيطاليا، وقبل خروجهم كان الخروج الأمريكى، على أن الذين جاءوا بجديد أسلحتهم كانوا يظنون أن عواصمنا استسلمت، فلم يجدوا من القاهرة إلا العصيان، ومن الرياض الثبات، ومن الكويت الصمود.
سقط الإعلام الغربى عندما سقط فى مستنقع التزوير والكذب والخداع فكشف زيفهم الإعلام الاجتماعى الذى لا تحكمه دولة الصهيونية، وبدا العرى على أغلفة مجلاتهم وصحفهم كما لو كانوا فى يوم الحشر العظيم، وتحركت عواصمهم شعبيا تطالب بتحرير فلسطين، فباتوا فى ديارهم خائفين.
القصة بدأت فصولها المضيئة، ولن تطفأ شموع الانتصار بعد اليوم، فقد تعلمنا وعلمنا من ألف وخمسمائة شاب أن الإرادة الإنسانية أقوى من كل المدافع، فها هى مدافعهم تسوى الأحياء بالأرض دون أن تمحو عنهم عار الهزيمة التى حصلت وكتبت فى صفحات النصر العظيم يوم السابع من أكتوبر العظيم.