متى تنتهى ظاهرة العنف داخل المدارس
لقد أصبح العنف داخل المدارس ظاهرة سلبية تهدد المجتمع المدرسى بالعديد من الأضرار والآثار الاجتماعية والنفسية. فالعنف المدرسي يعتبر من أهم الأسباب التى تعيق العملية التعليمية داخل المدارس ويحدث هذا العنف فى أكثر من مكان فهو يحدث داخل المدرسة أو فى الطريق للدخول أو الخروج من المدرسة بعد نهاية اليوم الدراسى وتتنوع أشكال العنف المدرسي..
وسوف نقوم اليوم بالتركيز على العنف الجسدى والذى من الممكن أن ينتقل من خارج المدرسة إلى داخلها، ولقد اهتمت كثير من الدول بهذه الظاهرة بعد انتشار خبر لإطلاق نار في إحدى المدارس.
وتتعدد الأسباب التى تؤدى إلى حدوث ظاهرة العنف المدرسي وتتضمن الاضطراب النفسى لدى الطالب مثل الاكتئاب والقلق والتوتر ومشاهدة الطلاب لسلوكيات عنيفة فى المنزل أو في الشارع أو في ألعاب الفيديو والأفلام مما يشجعه على محاكاة العنف.
العنف المدرسي وآثاره
ومن الأسباب المؤدية للعنف المدرسي تعنيف الطالب من قبل والديه أو المجتمع والبيئة المحيطة به، وتعرضه للتهميش والرفض مما يدفعه إلى بعض التصرفات وتصدر عنه سلوكيات عنيفة. كما أن سهولة وصول الطالب إلى بعض الأسلحة الحادة وبيعها بشكل قانونى (مثل القطر) تسهل عليه استخدامها ضد الأشخاص أو الأشياء التى يكرهها أو تسبب له نوع من الأذى.
والعنف البدنى هو الذى تستخدم فيه القوة الجسدية لتسبب الأذى مهما كان مقداره ويتضمن ضرب الطالب أو صفعه باليد أو باستخدام أداة حادة والحرق والكى والركل والخدش، وأيضا العنف الذى يحدث خارج المدرسة قد ينتقل إليها، فالعنف الأسرى يتسبب في شعور الطالب بانعدام الأمان والاستقرار مما قد يدفعه لاستخدام الأدوات الحادة..
وتتنوع أثار العنف المدرسي فهناك أضرار مرئية وأضرار غير مرئية، الأضرار المرئية لها أثار وأضرار صحية قد تكون خفيفة وقد تكون جسيمة ومؤثرة ومثال ذلك الكدمات والكسور الناجمة عن الضرب أو استخدام الأسلحة، أما الأضرار غير المرئية فهى تحدث على مستوى صحة الطالب النفسية مثل الاكتئاب والقلق والخوف وقد يدفع العنف المدرسي الطالب للتصرف بسلوكيات تضر بصحته مثل تعاطى المخدرات أو الميل للانتحار..
وقد يؤدى العنف المدرسي إلى العديد من الأضرار التى قد تحدث على مستوى أسرة الطالب، لأن الأسرة مسئولة عن إصلاح الخطأ الذى قام به الطالب وأيضا الأسرة مسئولة عن تعديل سلوكياته العنيفة التى تصدر عنه بالإضافة إلى تعرض الأسرة للانتقاد من المجتمع المدرسى.
ومن الآثار الاجتماعية التى قد تحدث بسبب العنف المدرسى عدم قدرة الطالب على تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية مع الآخرين بشكل طبيعى وانخفاض قدرته على التمتع بالمشاعر الإيجابية، كما يبدى الطلاب الذين يمارسون العنف المدرسى ردود أفعال عنيفة عند تهدئتهم أو الإمساك بهم أو احتضانهم ويكون من الصعب التنبؤ بتصرفاتهم مما يصبح الطالب خطرًا على نفسه قبل أن يكون خطرا على المحيطين به.
وتتنوع أضرار العنف المدرسي في التأثير على العملية التعليمية لآن هذا العنف لا يقتصر أثاره على الطلاب المتعرضين للعنف فقط بل يمتد ليشمل الطلاب الذين يشاهدون هذا العنف أيضًا مما ينتج عن ذلك تغيب الطلاب عن المدرسة أو تسربهم منها أو تخوفهم من الذهاب إليها وفقدان التركيز أثناء التواجد فى الفصل أو أى أنشطة مرتبطة بالمدرسة بالإضافة إلى ضعف التحصيل الدراسي.
علاج العنف المدرسي
تتطلب عملية الحد من العنف المدرسي تضافر الجهود الأسرية والمدرسية وذلك لحماية الطلاب من كافة الأضرار التى يتسبب بها العنف المدرسي، ففي الأسرة يجب تقديم الرعاية والدعم والتعليم للطالب ومراقبة أولياء الأمور للطفل منذ ولادته والانتباه إلى نمط سلوكياته ومحاولة تعديلها بشكل يساعد على علاجها قبل أن تتحول لسلوك عنيف.
كما يجب على الأهل مناقشة أبنائهم حول سلوكياتهم بطريقة ايجابية حتى يستطيعوا التمييز بين السلوك السلبى والسلوك الايجابى.
يجب على المدرسة وضع مجموعة من القواعد الصارمة للحد من ظاهرة العنف المدرسي وخلق جو من الحب والتفاهم بين الطلاب ومعلميهم، كما يجب على المعلمين تطوير علاقاتهم معهم والتحدث في السلبيات والأضرار التى تنتج عن العنف، وتقديم الدعم والرعاية وتشجيع الطلاب على التحدث ونشر ثقافة التسامح.
كما أن التركيز على الجوانب الإيجابية في شخصية الطالب واستخدام أساليب التعزيز تساعد على الحد من العنف داخل المدارس.
وفي الختام نؤكد على أن ظاهرة العنف المدرسي بكافة أشكاله وأنواعه تؤثر على المجتمع في استقراره وتكوينه حيث أن ظاهرة العنف تعتبر من المشاكل الاجتماعية التى قد تؤثر على أداء المدارس لرسالتها التربوية والاجتماعية، حيث أن هذه الظاهرة من أخطر الظواهر لأن الطلاب هم أمل هذه الأمة ومستقبلها ولابد من إتباع أساليب وطرق المواجهة السليمة وذلك من أجل مجتمع متوازن ومستقر.