حديث قلب
أحلام مستغانمي: الشاب خالد أشهر مني!
أحلام مستغانمي شاعرة وروائية وكاتبة جزائرية معروفة، عمرها 70 سنة، ومن أكثر الكتاب العرب نجاحا في عصرها، تبلغ مؤلفاتها عشرة كتب أبرزها ذاكرة الجسد وفوضي الحواس والأسود يليق بك.. تخرجت من جامعة الجزائر حيث حصلت على ليسانس في الأدب العربي، وحاصلة على الدكتوراة في علم الاجتماع من جامعة السوربون بباريس، وحصلت على جائزة نجيب محفوظ للأدب عام 1998، وترجمت رواياتها إلى عدة لغات أجنبية، وحصدت عدة جوائز دولية.
ورغم مكانتها العلمية والأدبية المشرفة، فإن القامة العالية أحلام مستغانمي تعترف بأن المغني الشاب خالد، والذي ربما لم يحصل علي مؤهل علمي يذكر (وهذا علي لساني لا عن لسانها) هو أشهر منها!
تقول الكاتبة الكبيرة أحلام مستغانمي: وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب الجزائري خالد إلى النجوميّة العالميّة..
أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد، كانت أغنية "دي دي واه" شاغلة الناس ليلًا ونهارًا، على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلًا، وتذهب إلى مشاغلها صباحًا.
رمز للجزائر
كنت قادمة من باريس، وفي حوزتي كتاب الجسد، أربعمائة صفحة، قضيت أربع سنوات من عمري في كتابته جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينه نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذًا لماضينا، ورغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا.
لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلًا: "آه.. أنتِ من بلاد الشاب خالد!". الشاب خالد طبعا هذا الرجل الذي يضع قرطًا في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ؟ أصبح هو رمزا للجزائر..
العجيب أن كل من يقابلني لا يعرفني كأحلام مستغانمي بل يعرف أنني من بلد الشاب خالد فورًا، والكثير يسألني عن معنى العبارة التي قالها الشاب خالد في اغنيته "دي دي واه"؟، وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضًا معناها، يتحسَّر الذي يسألني أني لم افهم لغة الشاب خالد على الرغم أني جزائرية مثله!
وبعد أن أتعبني الجواب عن فزّورة (دي دي واه)، وقضيت زمنًا طويلًا أعتذر للأصدقاء والغرباء وسائقي التاكسي، وعامل محطة البنزين المصري، عن جهلي وأُميتي، قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية، كي أرتاح.
الحقيقة أنني لم أحزن أنهم لم يعرفوني ككاتبة قضت عمرها في الكتابة بقدر ما عرفوا مطربًا بكلمتين، أو بأغنية من حرفين، وأنه حقق مجدًا ومكاسب، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، وأنا حزينة الآن لأني اشعر بأني قد جئت المشرق في الزمن الخطأ.
