حديث قلب
وداعا.. عادل ثابت رمز الوطنية المصرية
رغم أنه كان من أوائل المتفوقين في الثانوية العامة، وسمح له مجموعه المرتفع بدخول كلية الطب، إلا أنه فضل الالتحاق بكلية عسكرية بعد أن شاهد وتأثر بحياة أقاربه وأنسابه الضباط الكبار الذين تخرجوا في كليات عسكرية وتدرجوا لأعلي الرتب والمناصب، وأصبحوا رمزا للوطنية المصرية؛ بما فيها من انضباط ومسئولية واعتماد علي النفس، وتطوير المهارات الذاتية والمعرفية والمهنية، وتنمية أهدافهم النبيلة لترسيخ قيم المواطنة وتعزيز روح الانتماء إلي الوطن العظيم وشرف الدفاع عنه..
واختار الطالب عادل ثابت الكلية البحرية والتي تهيئ من يدخلها لمواكبة ظروف ومتطلبات البحرية العسكرية، والتي تتبع قيادة القوات البحرية المسئولة عن حماية الشريط الساحلي المصري بالبحرين الأبيض والأحمر، وتأمين الحدود البحرية والمجري الملاحي لقناة السويس، وجميع المواني المصرية والأهداف البحرية، علاوة علي المقررات النظرية..
فقد مارس التدريب وقيادة الفرقاطات وزوارق الصواريخ والغواصات وكاسحات الألغام، وكلها مقررات عملية علي كل طلبة الكليات البحرية في العالم، فأحبها وتفوق فيها، وبعد تخرجه، وحتي تقاعده، كان يفخر دائما أمامنا في أحاديثه الودية معنا بأنه خريج المدرسة الوطنية وصانعة الرجال.. القوات المسلحة..
غرق المدمرة إيلات
وأن قوات مصر البحرية تعتبر أقوي سلاح بحري في الشرق الاوسط وأفريقيا، ومن أكبر وأعرق الأسلحة البحرية في العالم، وحتي بعد تقاعده وخروجه إلي الحياة المدنية، ظل يتحدث عن العمليات الناجحة لقوات الصاعقة البحرية وبطولاتها التي أبهرت العالم..
وروي أمامي بانبهار عملية إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلبة إيلات، بعد قيام القوات البحرية المصرية بإغراقها في البحر المتوسط، والتي حكي فيها قادة الجيش الإسرائيلي في كتبهم ومذكراتهم عن مرارة هذا الحدث بالنسبة لهم، وكيف دمرت الضفادع البشرية المصرية المدمرة الإسرائيلية التي مثلت قوى كبرى في البحرية الاسرائيلية..
كان الربان عادل ثابت (رحمة الله عليه) رمزا جميلا للوطنية المصرية والانتماء الوطني حتي آخر أيام عمره، بعد أن ودعناه إلي مليك مقتدر في الأيام القليلة الماضية، وعلم أسرته وأبناءه وأحفاده هذا الانتماء الجميل..
وبعد أن تقاعد من الحياة العسكرية وأصبح مدنيا تقلد عدة مناصب هامة وحيوية في عدد من الشركات المهمة، وعلي الجانب الشخصي والانساني، كان القبطان عادل ثابت إنسانا رائعا يعمل الخير بلا حدود، وفيا لرفيقة عمره السيدة الفاضلة أمنية ولي الدين عاشور، وكان حريصا علي تعليم أبنائه علي أعلي مستوي، فحصل ابنه علي عادل ثابت علي بكالوريوس التجارة وإدارة الأعمال من أعرق جامعة بريطانية، وابنته نادين، خريجة الجامعة الأمريكية بالقاهرة.. رحم الله الإنسان الطيب الربان عادل ثابت وأدخله فسيح جناته..