تدمير غزة للبقاء فى البيت الأبيض!
ليس صحيحا أن أمريكا تقوم بدعم عملية تدمير غزة التى تقوم بها إسرائيل الآن لأن هناك رهائن أمريكيين أمسكت بهم حماس كما حاول الرئيس الأمريكى بايدن الإيحاء بذلك، وإنما السبب الحقيقى أنه في حاجة إلى أصوات اليهود في أمريكا خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة التى ينافسه بها غريمه ترامب، ويتطلع للقيام بإنجاز في السياسة الخارجية يعوض إخفاقه فى الجبهة الأوكرانية حتى الآن، حتى ولو كان على حساب الدم الفلسطيني.
فإن بايدن يواجه صعوبات كثيرة في الانتخابات المقبلة نتيجة اتهامات الفساد التى تلاحقه مع التقدم في السن ومشاكله الصحية، فضلا عن الازمات الاقتصادية التى اندلعت في عهده، وعدم احرازه أى تقدم لوحظ للأمريكان في الصراع الامريكى مع الروس والصينيين، لذلك وجد أن الفرصة مناسبة الآن بعد عملية طوفان الأقصى للتحرك ف يساحة الشرق الأوسط بخشونة بدعم اسرائيل بالمال السلاح وتحريك الأساطيل الامريكية إليها..
ولم يتحرك في اتجاه احتواء الصراع العسكرى في بداية حكمه حينما سعى لوقف القتال بين غزة وإسرائيل، ورحب بالجهود المصرية لتحقيق تهدئة بل وأشاد بها واتصل بالرئيس المصرى ليشكره على ما قام به من أجل تحقيق هذه التهدئة.
لقد تغيرت الأحوال الامريكية الأن.. فهو حين دعا ودعم التهدئة كان يبدأ حكمه وكان فى حاجة لاحتواء التوتر في منطقتنا، خاصة أنه كان يخطط ويرتب لتطبيع العلاقات بين اسرائيل ودوّل الخليج.. لكنه الآن رغم حاجته لهذا التطبيع ومشاركة السعودية فيه إلا أنه في حاجة أكثر لدعم موقفه الانتخابى بأصوات يهود أمريكا..
كما يحتاج أن يبدو في صورة الرئيس القوى غير المتخاذل مع إيران التى يتهمها بأنها وراء عملية طوفان الأقصى التى قامت بها حماس ولم تحرج فيها اسرائيل وحدها، انما أحرجت أمريكا أيضا لانها تغلبت على السلاح الامريكى الذى تحمى به اسرائيل نفسها !
