عاجل لأصحاب الفخامة (15)
عندما يُحتم القدر أن تُجرى الانتخابات الرئاسية في ظرف حساس مثل الذي تمر به مصر الآن، فإن أبسط حقوق الشعب على الساسة حكومة ومعارضة، أن تتحلى تصريحاتهم بالشفافية والمصداقية، لا "الهبد" والتشدق بأرقام ووقائع مضللة لا صلة لها بالواقع، وإلا فالصمت أكرم للجميع.
* المرشح الرئاسي المحتمل أحمد طنطاوي
خلال تصريحك المصور لأحد الموقع الصحفية، دللت على فشل الحكومة بتدني متوسط حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال الفترة من 2015 وحتى 2022 التي تراوحت -طبقًا لتصريحاتك- بين 3 إلى 5 مليارات دولار فقط، في حين أن الأرقام الرسمية المعلنة من الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تؤكد عكس ذلك تمامًا، وأن متوسط حجم الاستثمارات الأجنبية خلال تلك الفترة قد تراوح بين 5.2 إلى 8.9 مليار دولار.
معالي المرشح المحتمل.. حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في مصر خلال الفترة المذكورة لم يسجل أقل من 5 مليارات دولار على الإطلاق، وكان أقل رقم وصل إليه 5.2 مليار دولار في عام 2021، بل إنه سجل خلال النصف الأول من العام الحالي نحو 5.7 مليار دولار، مقابل 3.3 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي، طبقًا لبيانات جهاز الإحصاء.. "وغلاوة حمدين عندك بلاش تبدأها هبد".
* رئيس الوزراء
ذكرت خلال الأسبوع الماضي، أن مساحة الرقعة الزراعية في مصر قد ارتفعت خلال الفترة من عام 2014 وحتى 2023 بنحو 1.7 مليون فدان، في حين أن البيانات الرسمية المعلنة من الجهاز المركزي للإحصاء تؤكد أنه خلال تلك الفترة لم تتم إضافة سوى نحو 700 ألف فدان فقط للرقعة الزراعية، أي بمعدل أقل من النصف عمّا ذكرت.
كما أن مساحة الصوب الزراعية في مصر لم تصل إلى 100 ألف فدان -كما صرحت- وأن المساحة الحقيقية للصوب لم تتعد 11 ألفًا و130 فدانًا -طبقًا لبيانات جهاز الإحصاء- التي أكدت أيضا أن الثروة الحيوانية في مصر لم تتم مضاعفتها خلال الفترة من عام 2014 وحتى 2021 -طبقًا لما أعلنت- بل انخفضت من 18.6 مليون رأس في عام 2014 إلى 7.5 مليون رأس في 2021.
وهو ينطبق أيضا على حجم العلاج على نفقة الدولة، الذي -أكدت علنًا- أن حجم الإنفاق عليه قد وصل إلى 17 مليار جنيه، في حين أنه لم يصل إلى هذا الرقم على الإطلاق، وسجل أعلى معدلاته في موازنة العام المالي 2023 - 2024 بنحو 8 مليارات و91 مليون جنيه، أي بمعدل يقل أكثر من 6 مليارات جنيه عمّا ذكرت.. "يلا عادي، الورق ورقنا والدفاتر دفاترنا".
* وزير التموين
صرحت خلال الأسبوع الماضي، بأن وزارتكم لم تقم برفع سعر أي سلع على البطاقات التموينية منذ العام الماضي، وتناسيت أنك قمت برفعها مع بداية مايو الماضي، بل وصرحت حينها: "بأن الزيادة تعدّ أمرًا حتميًا بعد أن أصبحت الأسعار بعيدة تمامًا عن الواقع" وقمت فعليا برفع أسعار السكر والأرز وزيت والفول.
كما صرحت بأن عدد الصوامع في مصر ارتفع من 32 صومعة في عام 2014 إلى 83 في 2023، في حين أن عدد الصوامع في عام 2014 كان 40 صومعة، ووصل هذا العام إلى 75 صومعة، طبقا للبيانات المنشورة بنشرة مجلس الوزراء.. معالي الوزير "بين التناسي والنسيان فرق شاسع، أقله غياب الشفافية".
* معتز مطر
كفاك هبدا وتضليلا للبسطاء، فالرئيس السيسي لم يُقل المستشار وليد حمزة رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات من منصبه بعد 3 أشهر من تعيينه -كما ادعيت- لكن مدة ولاية الرجل انتهت قانونيًا في أكتوبر الجاري، بعد أن تم تعيينه في يونيو 2023 -كمنتدب- لاستكمال المدة المتبقية لرئيس الهيئة السابق الراحل المستشار لاشين إبراهيم، الذي كان قد تم تعيينه وكامل مجلس الهيئة الوطنية للانتخابات في أكتوبر 2017 لمدة قانونية تمتد لـ6 سنوات.
معتز مطر المضلل دوما.. لقد ظلت الهيئة الوطنية للانتخابات بلا رئيس بعد وفاة المستشار لاشين إبراهيم في 2020 وحتى يونيو 2023 نظرًا لعدم وجود استحقاقات انتخابية خلال تلك الفترة، غير أن تعيين المستشار وليد حمزة في يونيو الماضي جاء حتميا، لتنقية كشوف الناخبين، والاستعداد للاستحقاقات الانتخابية القادمة.. أي أن الرئيس لم يعزل أو يقيل الرجل "ربنا يقيلك أنت والمضللين أمثالك من الدنيا ويريحنا منكم".