ماذا يريد الإخوان من الانتخابات؟
بلا مقدمات أقول إن الإخوان لا يهمهم أن تتم الانتخابات الرئاسة المصرية أو لا تتم، ولا يراهنون على فوز أحد من المرشحين بمن فيهم ذلك المرشح الذي أعلن أنه سوف يعيد الجماعةَ للعمل السياسي داخل البلاد مجددا رغم أن القانون يعتبرها جماعة إرهابية..
إنما الإخوان يجدون في هذه الانتخابات فرصة متاحة لإظهار قوتهم داخل البلاد ليساوموا بذلك على هدفهم التكتيكي وهو إنهاء ما يسمونها محنتهم الجديدة، بالإفراج عن قادتهم وكوادرهم وخروجهم من السجون وإحياء جماعتهم..
هم يريدون بما يفعلونه الآن، سواء بدعم مرشح أو باستهداف الرئيس السيسي بالهجوم أن يقولوا إنهم رغم المطاردة الأمنية التي تعرضوا لها كل السنوات السابقة وتصفية الهيكل التنظيمي لجماعتهم، ما زال لديهم القدرة على الحضور في حدث سياسي مصري مهم هو حدث الانتخابات الرئاسية، وأنه يجب علينا أن نرعي ذلك ونأخذه في اعتبارنا ونقبل بالمصالحة معهم، على غرار ما حدث أكثر من مرة في تاريخ جماعتهم الذي تجاوز عمرها التسعة عقود.
ولذلك علينا أن نتوقع ماذا سيفعلون خلال هذه الانتخابات منذ أن دارت عجلتها.. إنهم سيفعلون كل ما يمكنهم في إظهار قوتهم وقدراتهم، داخل وخارج البلاد، مثل تكثيف الهجوم الإعلامي، وحشد كل من يساعدهم في ذلك بمن فيهم من أخفق من قبل، ومثل القيام بأعمال شغب وعنف أيضا.
لذلك نحن لسنا بإزاء انتخابات عادية أو حتى انتخابات تتسم بتنافسية كبيرة، وإنما نحن إزاء انتخابات يستغلها الإخوان لاستعراض عضلاتهم ليس لمجرد التباهي بها وإنما لكي يحثوننا على إتمام المصالحة معهم المرفوضة شعبيا.. وبالتالي علينا أن نتوقع أيضا أن ما يقوم به الإخوان الآن لن ينته بإتمام هذه الانتخابات، وإنما سوف يستمر بعدها أيضا.