الجنيه والانتخابات!
ماذا يعنى أن يخرج علينا رئيس لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان ليقول إنه يتوقع تأجيل تخفيض الجنيه لما بعد الانتخابات الرئاسية، وماذا يمكن أن يفهم الناس من ذلك؟!.. هل يفهمون أنه تم تأجيل تخفيض الجنيه فقط لتفادى التأثير السلبى لذلك على حصد أصوات الناخبين؟!
إن هذا التأثير السلبى على التصويت في الانتخابات الرئاسية وقع بالفعل بمجرد إطلاق تصريح بهذا الشكل من رئيس لجنة الخطة والموازنة الدكتور فخرى الفقى المفترض أنه ملم ببواطن الأمور قبل ظواهرها..
فإن كلامه يعنى أن تخفيضا للجنيه قادم بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، وانتهائه فقط بسبب هذه الانتخابات وظروفها، وبالطبع سوف يصاحب هذا التخفيض موجة جديدة من التضخم والغلاء، الذى يصاحب دوما تخفيض العملة الوطنية وخبرناه عدة مرات من قبل انخفض فيها الجنيه حتى فقد تجاه الدولار الامريكى نصف قيمته قبل عام مضى.
ولا يقلل من هذا التأثير السلبى لتصريح رئيس لجنة الخطة والموازنة فى الانتخابات الرئاسية أن الرجل أشار إلى أن مصر بعد الانتخابات الرئاسية سوف يتوفر لها مزيد من النقد الأجنبي يساعدها في تعويم عملتها وإن لم يقل كيف..
فإنه قد أثار مبكرا ومع دوران عجلة الانتخابات الرئاسية مخاوف الناخبين من غلاء جديد قادم بعد إجراء هذه الانتخابات.. لذلك ليس مفهوما لماذا أطلق الرجل تصريحاته المتعلقة بتخفيض الجنيه وفى هذا التوقيت الحرج..
وحتى لو كانت هناك جهات خارجية لا تتوقف عن أحاديث تخفيض الجنيه فهذا لا يبرر له إطلاق مثل هده التصريحات، خاصة وأن نتاج الحوار الوطنى قد تطرح اقتراحات أخرى غير تخفيض الجنيه وغير تنفيذ طلبات صندوق النقد الدولى لزيادة مواردنا من النقد الأجنبي..
