الفن وسنينه
55 مشكلة حب.. زهايمر إلهام شاهين الأكثر إبداعًا!
كما طالبت من خلال عدة مقالات سابقة الفنانين والمخرجين والمنتحين وكتاب السيناريو بالعودة إلى الاستعانة بأعمال كبار الكتاب والأدباء وتقديمها في مسلسلات وأفلام، حيث أن هذه الأعمال تعد بمثابة الكنز الضخم الذي لم نكتشف منه إلا القدر القليل جدًا حتى الآن، فلعل هذه الأعمال الأدبية العظيمة تكون خير مخرج من أزمة الورق الجيد المثارة منذ سنوات..
أعود مرة أخرى وأكرر نفس الأمر متسلحًا بالنجاح الكبير الذي حققه ومازال مسلسل 55 مشكلة حب في حكايته الأولى الفريدو، المأخوذ عن كتاب الراحل الدكتور مصطفى محمود الذي صدر عام 1972، ورشة كتابة بإشراف الموهوب عمرو محمود ياسين وإخراج عصام نصار وإنتاج المنتج الشاب المتميز أحمد عبد العاطي..
المسلسل بطولة أستاذة ورئيس قسم التمثيل في جيلها النجمة الكبيرة إلهام شاهين، مع المطرب أحمد فهمي وندى موسى وآمير شاهين وإيمان السيد والجزائرية ياسمين بن داود وروان الغابة وعابد عناني.
تدور أحداث المسلسل في 10 حلقات وهو عدد كل حكاية من الخمس حكايات التي يشملها المسلسل بالكامل، بأبطال مختلفين في كل واحدة منها، كلها تدور في فلك مفهوم الحب وأهميته القصوى في حياتنا ومدى احتياجنا له في كل الأوقات، وأنه قد يكون العلاج لكافة مشاكلنا وأمراضنا المستعصية خاصة النفسية منها، الحب بمفهومه الواسع وبكافة أشكاله وحالاته كما طرحه الدكتور مصطفى محمود من خلال رسائل القراء إليه وردوده عليها وحلوله لها.
الحب صانع العمار
بدون الحب مكنش ممكن يبقى فيه بيت أو عش ولا أسرة، وبدون الأسر مكنش هيبقى فيه أمم ولا شعوب وصانع العمار هو الحب.. بهذه الكلمات البليغة عن أهمية الحب بصوت الدكتور مصطفى محمود جاءت استهلالة وافتتاحية حكاية الفريدو..
التي تتعرض لأسرة مكونة من العمة ثريا أو سوسو - إلهام شاهين والتي قامت بتربية أولاد شقيقها بعد رحيله وزوجته وهم فريد - أحمد فهمي وامير شاهين وروان الغابة، فريد ترك الطب بتشجيع من عمته وسافر إلى إيطاليًا للعمل كطباخ Chef بالمطاعم لعشقه لهذه المهنة وبراعته فيها وبالفعل نجح واشتهر هناك وكون ثروة كبيرة قبل أن يقرر العودة لوطنه بعدما علم بتراجع الحالة الصحية لعمته الغالية سوسو.. وإهمال شقيقيه لها.
بل ورغبتهم في التنازل عن شقتها لصاحب العمارة نظير مبلغ مالي مغر وإيداعها دار للمسنين مع بدايات ظهور أعراض مرض الزهايمر أو الخرف عليها، ويستطيع فريد بالحب الكبير الذي يكنه لعمته احتواءها وشراء العمارة التي تسكن بها من أجلها وتخصيص ممرضة جيدة لرعايتها ولكن لا تنتهي الحكاية بهذا الشكل وسط صراعات وأطماع شقيقيه وذويهما، فهل ينتصر الحب؟ هذا ما تكشفه باقي حلقات الفريدو.
زهايمر إلهام الأكثر إبداعًا
الزهايمر أو خرف الشيخوخة هو أحد أمراض العصر حيث يعاني منه نحو 55 مليون شخص على مستوى العالم، أكثر من 60٪ منهم في البلاد الفقيرة والمتوسطة ويصاب به 10 ملايين سنويًا،
وقد اكتشفه الطبيب الألماني ألويس الزهايمر عام 1906 وسمي باسمه..
وقد تناولته السينما العالمية في عدة أفلام أهمها Iris سيرة ذاتية للكاتبة الإيرلندية إيريس مردوخ بطولة جودي دينش وكيت ونسليت، The Father للنجم القدير أنطوني هوبكنز ورشح عنه لجائزة الأوسكار كما فاز الفيلم بأوسكار أحسن سيناريو..
أما السينما والدراما التليفزيونية المصرية فكان لها نصيب جيد أيضًا في التعرض لهذا المرض ومن أشهر هذه الأعمال في السينما، فيلم الزهايمر بطولة الزعيم عادل إمام وفتحي عبد الوهاب وأحمد رزق وظهر فيه النجم القدير الراحل سعيد صالح في دور المصاب بالزهايمر لمشهد وحيد كان مؤثرًا للغاية..
كما جسد الراحل العظيم نور الشريف شخصية مريض الزهايمر في أخر أفلامه بتوقيت القاهرة تأليف وإخراج آمير رمسيس ببراعة تامة، وبالنسبة للتليفزيون نذكر مسلسل الشارد لحسين فهمي الذي ظهر فيه كخبير دولي بالأمم المتحدة يصاب بالزهايمر لحجم الضغوط عليه إخراج عمر عبد العزيز عام 2000 وموضوع عائلي بطولة ماجد الكدواني والذي لعبت فيه الفنانة لبنى محمود دور مريضة بالزهايمر.
أما عن أحدث من جسد شخصية مريض الزهايمر النجمة القديرة إلهام شاهين فحدث ولا حرج فقد تفوقت على جميع من جسد هذه الشخصية من قبل بمراحل لتميزها بإطلالة وجاذبية خاصة بها وحدها ولتمكنها الشديد من التعبير عن عدة انفعالات وتحولات لهذه الشخصية المريضة في آن واحد، بين التذكر والنسيان والفرح والحزن والغضب والسرور إلى آخره. وواضح مدى إلمامها ومعايشتها لمثل هذه الحالات المرضية وتفاصيلها شديدة الخصوصية.
أخيرًا عن العمل أو حكاية الفريدو، فأراه متميزًا ومختلفًا ووفق كل من عمل به من الكتابة إلى الإخراج إلى الإنتاج وباقي العناصر الفنية وعلى مستوى التمثيل أجادت بصفة خاصة ندى موسى في دور الدكتورة سارة زميلة وحبيبة فريد - أحمد فهمي التي ظلت على حبها له رغم سفره وابتعاده لعدة سنوات، خفيفة الظل إيمان السيد في دور الممرضة، فتحية لكل صناع مثل هذه الأعمال الهادفة والمحترمة وسط غالبية من الأعمال الرديئة.