مالي تدخل نفقا مظلما من الصراع المسلح.. حرب استنزاف بين الجيش والحركات الأزوادية.. وإعلان موت اتفاق الجزائر للسلام
تشهد مالي حالة من عدم الاستقرار وذلك بعد الانقلاب الأخير الذي شهدته البلاد وأنهى النفوذ الفرنسي هناك، وعاد شبح الحرب يخيم عليها من جديد.
تفجر الأوضاع في مالي
عاد الصراع مجددا بين الحركات الأزوادية والجيش في مالي، وذلك بعد هجوم خاطف للحركات الأزوادية المسلحة على معسكر للجيش المالي، والانسحاب منه بعد سيطرة مؤقتة.
وتشير تلك التحركات إلى بداية مرحلة "استنزاف" القوات الحكومية؛ تمهيدا لمرحلة السيطرة على المدن، وفق تحليلات بعض الخبراء والتقارير الإعلامية.
أحداث الساعات الأخيرة
وشهد يوم الأحد معارك عنيفة بين الحركات الأزوادية المسلحة من جهة، والجيش المالي ومجموعة "فاغنر"، من جهة أخرى
وهاجمت هذه الحركات معسكر للجيش في منطقة "ليرى" بدائرة نيافونكي بولاية تومبكتو، يتواجد فيها قوات من الجيش ومجموعة "فاجنر".
وذكرت مصادر أزوادية أن عناصر الإطار كبدت القوات المالية خسائر فادحة وغنمت بسيارات عسكرية وأسلحة، وسيطرت على المعسكر بشكل كامل، قبل أن تنسحب؛ تجنبا لاستهدافها من جانب مقاتلات سلاح الجوي المالي.
وعقب ذلك نفذ الجيش المالي هجمات جوية ضد قوات الحركات الأزوادية.أوضحت المصادر أن الهجوم لم يكن بهدف السيطرة على المعسكر، ولكن يأتي ضمن الخطط الاستراتيجية لاستنزاف القوات المالية في إقليم أزواد، وكسر شوكتها، وتعطيل الطرق وهدم الجسور ومهابط الطائرات، والحصول على سلاح قوات الجيش وذخيرتها وآليات نقلها.
وهذا الهجوم هو الثاني للحركات الأزوادية خلال أسبوع؛ حيث سبق وشنت الثلاثاء 12 سبتمبر، هجوما على مدينة "بوريم" في منطقة غاو شمالي مالي، معلنة السيطرة عليها، ولكن أعلن الجيش المالي أنه تصدى لها، وأفشل مساعيها للسيطرة على المدينة.
كما تضاربت الأنباء حول مصير منجم "انتهاكا" الشهير بالذهب، ففيما تحدثت وسائل إعلام مالية عن سيطرة الجيش على المنجم الواقع على بعد 50 كم من مدينة غاو.
موت اتفاق الجزائر
ومن جانبه قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة باماكو، محمد أغ إسماعيل، إن مالي دخلت مرحلة الحرب بين سلطات باماكو والحركات الأزوادية الساعية إلى الانفصال، وهو ما يعني أن اتفاق الجزائر للسلام الموقع بينهم قد أصبح "ميتا".
وبحسب تقييم الباحث السياسي المالي، فإن هذه التطورات هي بمثابة إعلان "موت" اتفاق الجزائر للسلام بين الجانبين.
وفي عام 2015، تم التوقيع على الاتفاق بواسطة جزائرية لإيقاف معارك بين حركات انفصالية يقودها الطوارق في أزواد والحكومة بدأت 2012، لكن هذه الحركات تتهم الحكومة بتجميده.
ويتوقع المحلل السياسي المالي أن يشهد إقليمة أزواد "صراعا مفتوحا" بين الجانبين، واصفا الأوضاع بأنها "متدهورة بالفعل وإن لم تحدث مفاوضات جادة ستتحول الى انفجار والعودة إلى مربع الصفر".
وفي وقت سابق أعلن رئيس المرحلة الانتقالية في مالي، العقيد أسيمي غويتا، إلغاء الاحتفالات المقررة بمناسبة ذكرى استقلال البلاد، 22 سبتمبر.
واستعدادا للأسوأ، بدأت الحكومة خطوات لإنشاء قوة احتياط تعاون الجيش في ردع المخاطر.
وجاء في تقرير لوزارة الدفاع أن مجلس الوزراء، اعتمد مشروع مرسوم بـ"إنشاء الوضع الخاص لاحتياط القوات المسلحة والأمن للدفاع عن الوطن، والذي سيسمح بتعبئة تشمل جميع المواطنين الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا على الأقل إلى جانب القوات المسلحة وقوات الأمن للدفاع عن الوطن".
وحسب المشروع: "يتكون الاحتياطي من أشخاص يطلق عليهم جنود الاحتياط الذين لا ينتمون إلى الجيش النشط ولكنهم مدربون على تعزيز أو تقديم المساعدة للقوات المسلحة المالية كجزء من الدفاع الوطني بهدف تشجيع الشباب على المساهمة في الدفاع عن الوطن".
ويسكب الصراع الجديد في مالي مزيدا من الزيت على نيران متأججة بصراعات محلية في وسط وغرب إفريقيا، تصاحبها تصعيدا في هجمات الجماعات الإرهابية؛ ما يجعل المنطقة راقدة على برميل بارود.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.