سيوة والشيخ الدكروري!
قد يعلم البعض أن أغنياء مصر اعتادوا –ومن سنوات عديدة الذهاب إلى المنتجع الصحى الشهير بدولة التشيك والمشهور باسم "كارل قيفارى" فى رحلة استجمام وعلاج سنوية! فى ذات الوقت الذى كان يذهب فيه أهلنا –متوسطى الحال– إلى الدفن فى رمال شاطئ البحر الأحمر وخاصة بمدينة القصير..
مع العلم أن "الأغاخان" مؤسس الطريقة الإسماعيلية والمدفون فى أسوان، عولج من آلام الرقبة والساق بعد الدفن فى رمال أسوان، وبنصيحة من طباخه بعد أن فشل أطباؤه فى علاجه، وبعد شفاء الأغا قرر الإقامة فى أسوان وأوصى بالدفن فيها بعد مماته.
ومن ثم فنحن نذهب إلى سيوة –بعد أن شاب الشعر ووهن العظم– للاستجمام والعلاج البسيط وغير المكلف، وأبسط تعريف له هو “تسليك مجارى الجسد” لكى تجرى الدماء والمياه فى ممراتها بسهولة ويسر.
ويبدأ العلاج بالنزول إلى بركة الملح وهى غير عميقة، ومع ذلك يرفعك الماء على سطحه بدون أى مجهود، حيث يستفيد الجسد من عناصر كثيرة أعلاها المغنيسيوم، ومدة الغمر فى المياه المالحة تتراوح من 15 إلى 40 دقيقة حسب وقتك وقدرتك، المهم ألا يصل الماء المالح إلى عينك.
بعد ذلك يمكنك الجلوس فيما يسمى كهف الملح لمدة لا تقل عن نصف ساعة، مع الصمت والراحة التامة، فيمتص الملح البلورى الطاقة السلبية بجسدك وعقلك!
بعد ذلك تأتى الخطوة الأصعب، وهى الدفن فى الرمال الساخنة المحيطة بجبل الشيخ الدكروري حيث يطلب منك المختص التخلص من كافة ملابسك، والنزول إلى الحفرة المخصصة لك، حيث يقوم المعالج بتدليك جسدك بقدميه لسد الفراغات الهوائية بين الرمل وجسدك وبعد تغيير الرمل المبلول من عرقك الغزير، يتم مساعدتك للخروج من الحفرة والدخول إلى الخيمة والبقاء عريان على رملها لمدة 20 دقيقة على الأقل مع شراب اليانسون والحلبة لتعويض ما فقده جسدك من مياه.
وفى الاستراحة يطلب منك النوم لمدة لا تقل عن ساعة بالحالة التى أنت عليها، أى بعرقك ورملك وملابسك المستعملة، وبعدها تنظف جسدك وترتدى ملابس نظيفة وتتناول وجبة الغذاء، وتنطلق مع أصحابك لمتابعة برنامج الزيارات المعد سلفا..
وبعد الدفن ثلاث مرات في ثلاثة أيام، يقوم المعالج بتدليك جسدك بزيت الزيتون، وإجراء ما يسمى بالحجامة (لمن يرغب) للتخلص من الخلايا الميتة والدماء الفاسدة، أى تسليك شرايين الأطراف.
الجدير بالذكر أنه لا تمييز ولا معاملة خاصة فى العلاج.. وهو ما يعجب الزائرين.