الرئيس والفلوس وجبر الخواطر
في لقائه الانتخابى ببني سويف أمس، أعاد الرئيس إلى الأذهان صورة الفريق الأول عبد الفتاح السيسي، حين كانت مفردات خطابه (أنتم نور عينينا، وحنخليها أم الدنيا، وسترون العجب)، وما إلى ذلك من مفردات تعبيرا عن الحنان الذي افتقده الشعب وقت سيطر الإرهاب على حكم البلاد..
في لقاء بني سويف الحاشد، كان الرئيس موضع جبر الخاطر، وهو قال إن صبر المصريين وسكوتهم على الظروف الصعبة والمعيشة الأصعب منذ أربع سنوات حتى الآن شئ يقدره هو شخصيا وفيه جبر خاطر له شخصيا.. وكان التصفيق والمودة والاستحسان عناوين هذا اللقاء الذي وفرت فيه الدولة حياة كريمة لقرية من قرى بنى سويف..
فانتقل سكانها من العيش السقيم إلى عيش في بناية مزودة بأسباب الكرامة.. قال الرئيس إنه بسيط وأنه منا وأن موقعه الحالى نصيب وضعه فيه الله، وهذا الخطاب الحميم مع الانجاز الموازي في اسكان المعدمين والفقراء، كلاهما فتح القلوب..
وحين تطرق الرئيس إلى حزمة الزيادات في غلاء المعيشة ومضاعفته، ورفع الحد الأدنى للأجور إلى أربعة الاف جنيه، ليس في القطاع الخاص بعد، وإعفاء ضريبي، واعفاء فوائد قروض بنوك الائتمان الزراعي، إبتهج الناس، وكان فيهم مع ذلك من رضى ومن استزاد ومن سأل عما ستفعله الحكومة مع التجار المتربصين بهذه الزيادات التى لا تشترى كيلو ونصف لحمة!
أما الراضون فهم يعلمون أن البركة من الله هي الحل، وأن ما قدمه الرئيس هو أقصى ما تقدر عليه الدولة، وأما المستزيدون فطموحهم زيادة مماثلة كل شهرين على الأقل، وأما الخائفون من لصوص السكك فتساءلوا عن حزمة اجراءات رادعة للاحتكارات، توقفهم عند حدهم وتعلمهم أدب الشرف والحلال..
جبر خاطر
معظم ردود الفعل كانت الرضا، ومن بعدها، وجوب اتخاذ إجراءات أمنية مانعة ضد سعرة التجار.. السلعة الواحدة تباع بعشرة أسعار، وعلبة الدواء يتباين سعرها من صيدلي إلى صيدلي، وصيادلة يخفون الدواء، ثم يرجعون لبيعه بأسعار أعلى.. الدواء والغذاء صلب حياة الناس..
وفي السياق فاجأ الرئيس الجماعة الصحفية بالاهتمام، من بين كل فئات الطبقة الوسطى، وهو اهتمام مشكور وفيه جبر خاطر، لأن الصحفيين في أوضاع مزرية، لا نتكلم عن الخمسة ستة الذين تلمع وجوههم وساعات معاصمهم، وفي عيونهم راحة بال، وعلى ألسنتهم ميكروفونات التصبير على الفقر..
نعم كان لاهتمام الرئيس السيسي بزيادة بدل التكنولجيا، أثر نفسي مريح، لأ زملاء كثيرين يعيشون وبيوتهم مفتوحة من هذا البدل القليل، يزيد كل سنتين مع انتخاب نقيب جديد، وهي زيادات سقيمة عليلة تترنح تحت وطأة الأسعار وسعار التجار..
تردى الأوضاع المعيشية لكبار وشيوخ مهنة الصحافة، وقلة الدخل لشباب الصحفيين، وعدم تعيين كثير من الشباب رغم مضي سنوات تحت التمرين، لظروف صعبة أيضا تعيشها مؤسساتهم، جميع هذه الأسباب هوت بالمهنة إلى مجرد ديكور الإ من رحم ربى والا من من اجتهد وطور وقدم افكارا جديدة..
بؤس حال الصحفيين هوى بكرامة المهنة.. وقلل من احترامها لدي مسئولين لا يعيرونها اهتماما، لذلك كانت لفتة الرئيس كريمة ومقدرة، وفيها رد اعتبار، مهما كان بسيطا، إلا أنه مطلوب..
يمكن القول إن أول لقاء انتخابي للرئيس قد نجح بامتياز..