إهانة أمريكية جديدة
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية في عددها الصادر اليوم، ورقيا، وأونلاين، أن إدارة الرئيس جو بايدن قررت حجب 85 مليون دولار من المساعدات الأمريكية السنوية لمصر(مليار وثلاثمائة مليون دولار)، وأنها ستمنح هذه الأموال إلى لبنان 30 مليونا، وتايوان 55مليونا..
وأراد الديمقراطيون في الكونجرس حجب 235 مليون دولار أخرى، لكن الجمهوريين رفضوا قطع هذا المبلغ، خشية أن يؤثر حجب هذا المبلغ الكبير علي علاقة الشراكة مع الإدارة المصرية..
لماذا حجبت إدارة بايدن الـ 85 مليون دولار؟ والعام الماضي حجبت 130 مليونا؟ قالت الصحيفة الأمريكية المتخصصة في الشأن المالي والأعمال: إن البيت الأبيض والنواب الديمقراطيين يرون أن مصر لم تحرز التقدم الكافي في ملف حقوق الإنسان..
ذريعة المشبوهة
والمتتبع لما تنشره هذه الصحيفة ذات الصلة القوية بالبيت الأبيض سيلاحظ أن نصيب مصر من النشر المغرض فيها كبير، ويمكنك الرجوع إلى تواريخ أخبار مصر فيها لتجد أن هناك تركيزا متواصلا، بحق أو بباطل عما يجرى في مصر، وعن علاقات القاهرة بواشنطن..
لم تكتف الصحيفة بأن ملف حقوق الإنسان هو السبب الأساسي في حجب الـ85 مليون دولار وإعادة تخصيصها لتايوان ولبنان، بل ذكرت أن القاهرة دأبت على رفض مطلب أمريكي بتزويد أوكرانيا بالسلاح ومساعدتها ضد روسيا..
رغم موافقة القاهرة على مطلب واشنطن بعدم تزويد روسيا بالأسلحة والذخائر، وأن هذا الموقف المصرى بالذات يثير ضغينة الديمقراطيين، وكشفت الصحيفة في وقت سابق عن تجاهل مصر لمطلب أمريكي بمنع عبور الطيران العسكرى الروسي في المجال الجوى المصرى، وصولا إلى سوريا..
بصفة عامة، فإن قرار القاهرة مستقل وفق المصالح المصرية، والإدارة الأمريكية تعلم مدى حساسية المصريين من ذريعة حقوق الإنسان المشبوهة، والمستخدمة مرارا في تأليب الشعوب علي الدول ذات السيادة وتفكيكها، ورغم إفراج الإدارة المصرية عن شخصيات مكروهة من الشارع المصرى لدورها التخريبي في أحداث 25 يناير2011، إلا أن الإدارات الأمريكية كالعادة، إن اعطيتها كفك أكلت ذراعك!
ليست هذه أول مرة يقتطعون من المساعدات العسكرية المقدرة بمليار و300 مليون دولار، فقد حجبوا العام الماضي أيضا 130 مليونا بحجة ملف حقوق العملاء.. عفوا حقوق الإنسان، يقتطعون مبالغ كل عام، ويشعر المصريون بالحرج والإهانة، والشريك الحق لا يعاير ولا يمن علي حليفه، ويعاقبه بالمنح والمنع.. يتمنى المصريون أن ترد القاهرة ردا يحفظ كبرياء هذا الوطن.