كفر شكر- ميت غمر- المنصورة
أبدا، لا يمكن لأحد له عينان أن ينكر الطفرة الكبيرة التى قامت بها الدولة المصرية لتغيير شكل وجودة وخريطة الطرق في مصر، ومن الصحيح أن بعض التخطيط داخل مدينة كبيرة كالقاهرة، جعل حياة سكان مدينة نصر ومصر الجديدة صعبة، لأن الدورانات شبه منعدمة.. فالاتجاه الواحد ذهاب بلا عودة إلا بعد استهلاك بنزين بلا مبرر، والأمر كذلك فالعائد في الاتجاه الآخر لن يذهب..
كذلك الطرق بين المحافظات، وبالنسبة لما رأيته فهو يستحق التقدير، فمثلا الطريق بين القاهرة وبنها المسمى طريق شبرا بنها الحر هو طريق بديل، وأسرع وأروع من الطريق القديم ما بين بنها والقاهرة باختناقاته ودوراناته ومفاجآته..
والمسافرون إلى مدينتي الحبيبة المنصورة يدخلون الجنة تقريبا، وهم في مسافة الست وأربعين كيلو مترا هذه، شبرا الحر إلي بنها الحرة.. لكنهم يدخلون النار في المسافة ما بين كفر شكر إلي ميت غمر وربما بعدها أيضا..
ولكى نقول الحق فإن وزارة النقل تنفذ طريقا موازيا لهذا الطريق علي الناحية الأخرى من الترعة الكبيرة المغذية للأراضي الزراعية التى كانت.. تقريبا! وهم يعملون في هذا الطريق الموازي منذ عام، وقطعوا فيه أشواطا كبيرة، من رصف وإزالة ورفع كبارى، ووصلوا به إلى ما بعد ميت غمر ونتمنى أن ينتهوا منه في وقت قصير تيسيرا لحياة الناس علي الطريق القاتل بين كفر شكر وميت غمر وما بعدها كما ذكرت..
فوضي طريق القاهرة- المنصورة
ناهيك عن الوحوش المعدنية الآلية، نقل وجرارات. وسواقون فيهم المبرشم، وفوضي الملاكي الجنونية. والقيادة اللولبية، واستخدام الأنوار المبهرة تعمي زملاء الطريق، ناهيك عن الكلاكسات، يطلقها سائقو الديناصورات الليلية لإزاحتك من امامهم ليواصلوا جنون السرعة.. شخصيا أسب وألعن وأعمل الفلاش كأن سيارتي في أزمة فيترفقون بي ويحلون عن ظهرى..
ولكي نقول الحق أيضا فإن الوزير كامل الوزير، بلدياتي الهمام النشيط، ومن بعده، وربما معه، كانا في زيارة لهذا الطريق، وكانت الأوامر هي رفع كفاءته، ولقد رفعوها من ميت غمر إلى المنصورة، تقريبا.. واستخدم تقريبا بكثرة لأعبر عن عدم اكتمال الشيء فيما يفعلون.. لكنه بعد ذلك حارات منخفضة صنعت حواف زفتية عالية تبقر بطون السيارات الخاصة، فأنت تسير علي قضيبين من الزفت والأسفلت العالي بينهما منخفض اتنين سم علي الأقل..
ويتساءل المرء حقا كيف يسافر محافظ الدقهلية من المنصورة إلي القاهرة؟ لا أظنه يستخدم الطائرة، بل من المؤكد أنه يستخدم سيارة السيد المحافظ، وهي لابد أن تسلك طريق الشعب المتاح، ولابد أن سائقه يمضى في الطريق ذي القضبان الأسفلتية، ولابد أن السيارة تترجرج به وبالمحافظ رجرجة مؤلمة..
ولابد أن المحافظ رأي المطبات الفيلية، نسبة إلى الأفيال، قد تمدد كل فيل وفيل قاطعا الطريق فتنهبد السيارات عليه هبدا، وتخرب العفشة خرابا.. سيارة المحافظ تصرف عليها الحكومة، سيارتي أنا أصرف عليها أنا، ثم هي أضعف من سيارة المحافظة، وفلوسي أدني مما تملكه موازنة الطرق..
منذ عام وأكثر تقريبا أمر رئيس الوزراء برفع كفاءة الطريق كله وليس حتة منه.. لم يفعلوا يا دكتور مدبولي.. ولا بلغهم المحافظ، الذي لم ير تقريبا سوءات الطريق المدمر لأموال وممتلكات المواطنين.. وكيف سيرى علي طريق بين محافظتين وثلاثة وهو لا يرى فوضي المرور داخل مدينته ومحافظته.. فالمنصورة سيرك مرورى بمعني الكلمة..
ما علينا.. اللهم صبرنا..