متطلبات الثبات على التعاليم المستقيمة
أولا نتفق مع تعاليم الكنيسة وإيمانها وعقائدها المُسلمة، والمستقرة فيها منذ قرون.. وينبغى أن تكون حسب ما جاء فى كافة مصادر التعليم المعترف بها فى الكنيسة: وفى أولوية هذه المصادر الكتاب المقدس، ويعد الكتاب المقدس هو مصدر هام ورئيسى بعهديه القديم والجديد، وذلك للتعاليم الصحيحة والمستقيمة، فهو مصدر هام للإيمان، والتشريع المسيحى، ويرجع كل هذا لأن: " كل الكتاب موحى به من الله" ( 2تى 16:3 ). وهذا الكتاب له مكانة واحدة وكبيرة فى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.
ثانيًا: ثم يلى الكتاب المقدس، التقليد المُسلم للكنيسة، ويُعد هذا مرجعًا هامًا، فى مصادر للتعليم بالكنيسة ومن المعروف أن هذا التقليد للكنيسة من بينه المكتوب والشفاهى.. ويتضح لنا هذا من وصية القديس بولس الرسول للكنيسة ولن: وذلك بالثبات والتمسك بما جاء فى التقاليد المُسلمة للكنيسة قائلًا "أثبتوا إذًا أيها الأخوة، وتمسكوا بالتقاليد تعلمتموها، سواء كان بالكلام، أم برسالتنا" ( 2تس 15:2).
ونشكر الله كثيرًا، لأن كنيستنا تؤمن بالتقليد المُسلم لها وتسلك حسبه فى تعاليمها وإيمانها وليتورجياتها وتشريعاتها الكنسية ومن هنا تُلقب كنيستنا بالكنيسة التقليدية.
ثالثًا: من مصادر التعليم وهو القوانين الكنسية، وفى مقدمة هذه القوانين، قوانين آبائنا الرسل الأطهار القديسين، وقوانين آباء الكنيسة الجامعة، بالإضافة إلى قوانين أباء كنيستنا، وآباء الكنائس إخوتنا في الإيمان الأرثوذكسى.
رابعًا: يجب العمل بالمصدر الرابع وهو تعاليم آباء الكنيسة الجامعة قبل الأنقسام عام 451م.. ونحن في حاجة ضرورية للرجوع إلى تعاليم آباء الكنيسة الجامعة، لأن الكنيسة كلها، كانت لها تعاليم واحدة صحيحة مستقيمة، وتتفق مع إيمانها وعقائدها، وخاصة نتعلم منها كيفية مواجهة التعاليم الخاطئة وأصحابها وذلك للحفاظ على إيمان الكنيسة الجامعة، ويفيدنا فى الحوار المسكوني، وذلك فى الرجوع إلى وحدة الإيمان، كما كانت الكنيسة قبل الأنشقاق عام 451م.
خامسًا: لا ننسى المصدر الخامس، وهو ما جاء من قوانين وقرارات في المجامع المحلية والمسكونية المعترف بها.. سواء كانت في كنيستنا، أو في كنائس أخرى قبل الأنقسام، ولها قوانين وتعاليم يجب الرجوع إليها والعمل بها.
كما يجب العمل بما جاء فى المجامع المسكونية الثلاثة، نيقية والقسطنطينية وأفسس من قوانين وقرارت وذلك نظرًا لأهمية المجامع المسكونية الثلاثة المعترف بها وماجاء بها من قوانين وقرارت.
لذا الكنيسة تبرهن على أهمية هذه المجامع وما جاء بها من قوانين وقرارات نجدها تذكرة هذه المجامع الثلاثة فى التسبحة الكنسية كما تطلب الحل والبركة من أفواه المجتمعين فى تلك المجامع الثلاثة، كذلك فى تحليل الخدام، كما أنها تذكر المجامع الثلاثة في مجمع القديسين في صلاة القداس الإلهى..
ولا تنسى أنها تعيد بتذكار انعقاد كل مجمع من هذه المجامع على حدة، وذلك في السنكسار الكنسى. ولايفوتنا أن نشير بأن تعهد السيامات الكهنوتية من القسيسىية والأسقفية والبطريركية، بأنه من يُسام في أية درجة أو رتبة كهنوتية يتعهد أمام الله والشعب بأن يلتزم بما جاء في المجامع المسكونية الثلاثة من قوانين وقرارات، والأهم من كل ذلك، الكنيسة تراعى في تشريعتها وقرارتها وما يتفق مع ما جاء في هذه المجامع من قوانين وقرارات.