رئيس التحرير
عصام كامل

كنت في العلمين

أيها الجالس هناك تتابع وتراقب، أنا مثلك.. أتابع وأراقب، لكن الفرق بيننا أنك تتابع من الخارج، وأتابع أنا من الداخل، أنت ترى المشهد كما تريد أن تراه، توظفه وفقًا لقناعات غيرك، أما أنا فكنت داخل المشهد، وتعايشت مع تفاصيله الكثيرة. وأوظفه وفقًا لقناعاتي التي لا وصاية لأحد عليها.


أيها الجالس هناك.. قلت إن بساط الفن انسحب من مصر، وأن الحفلات أصبحت للمحظوظين من المطربين، وأن قوة مصر الناعمة ذهبت دون رجعة، وقلت أنا إن مصر فيها يصنع الفن، ومنها يتم تصديره.


قلت إن مصر لم تعد قادرة على تنظيم مهرجان محدود، وقلت أنا إن شخصًا واحدًا قادرا على تنظيم مهرجان ينتبه إليه العالم.


أيها الجالس هناك.. تمنيت لو كنت منصفًا في تقييمك لمهرجان العلمين، فما كنت تتمناه تحقق، حفلات غنائية شاركت فيها كل الأجيال من مصر، وكالعادة.. من خارجها، لكنك وظفت ما رأيت وفقًا لقناعات وتوجهات غيرك، فجاءت رؤيتك غير موضوعية.


أيها الجالس هناك.. أنت تعلم أن مهرجانًا مثل هذا إستمر خمسين يومًا كفيل بالتأكيد على أن مصر ستظل صانعة ومصدرة للفن، ومع ذلك استمر هجومك وترويعك للمطربين المصريين. 


مهرجان العلمين والدعاية لمصر

انتهزت فرصة عتاب علي الحجار على القائمين على مشروع الأساتذة وقلت أن الحجار مهمش وممنوع من الغناء، ثم جاء صوت الحجار ليصدح في حفل تزاحمت على حضوره آلاف الجماهير ونقلته قناة الحياة على الهواء.


قلت أن الدولة أنفقت ببذخ على مهرجان العلمين، وأنت تعلم أن هناك رعاة تكفلوا بالإنفاق على الحدث كاملًا وربحوا الكثير.


أيها الجالس هناك.. سألت: وماذا تستفيد مصر من هذا المهرجان؟ وما الفائدة التي تعود على مواطن بسيط يعيش في العلمين؟ وها أنا أرد وفقًا لما رصدته عيني عندما كنت في مكان مجاور للعلمين،
رأيت أيها المراقب مثلي المواطنين البسطاء يصطفون ببضاعتهم على الطريق يبيعون للمترددين على المهرجان ما أنتجوا طوال العام.. 

 

ورأيت مواطن بسيط يقف بجوار (تروسيكل) وقد حول مركبته إلى سوبر ماركت متنقل، يبيع ويكسب ويداعب الكبار والصغار، ورأيت آخرين يتحركون في أمان بعد أن كانوا يتحسسون موضع أقدامهم خوفًا من الألغام، ورأيت مدينة الحمام وقد تحولت إلى سوق مفتوح للآلاف من جمهور المهرجان.


أيها الجالس هناك تراقب مثلي.. المهرجان حقق دعاية لمصر.. لو تابعتها بعين المنصف لتحدثت عنها كثيرًا، مثلما تحدثت عن دول شقيقة وأشدت بما نظمته من حفلات وقلت.. أن ما تفعله دعاية عظيمة لها.


أيها الجالس هناك..تراقب مثلما أراقب.. كنت أتمنى أن أجد في هجومك مبررًا، وتمنيت لو استمعت إلى المواطنين البسطاء في العلمين وهم غاضبون بسبب انتهاء فعاليات المهرجان.

 


أيها المراقب مثلي.. اتفقنا في المراقبة.. واختلفنا في التقييم، عالمك لا يرى إلا السلبيات، وعالمي يرى السلبيات فيشير إليها، ويرى الإيجابيات فيعظم منها للتحفيز لا للتهليل.
أيها المراقب مثلي.. تمنيت لو عشت معي في نفس العالم لترى (العالم علمين) لكنك ارتضيت أن تغلق على نفسك أبواب عالمك.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية