أطراف مصر تتعافى
ملف الحدود المصرية مسكوت عنه منذ عقود، تناسيناه فنسيناه، فصار مرتعًا للمتربصين، ثم تحول إلى نقطة ضعف كان الضغط عليها كفيلا بفوضى تعم البلاد، وخراب يضع مصر في طريق اللاعودة، فالوجع إذا بدأ بالأطراف..شل حركة الجسد.
إهمال أطراف مصر نتيجته الأكيدة إنتماء منقوص للوطن بسبب غياب حق المواطنة، وتسهيل مهمة العابثين بأمنه، وتحويل من غاب وعيهم إلى قنابل موقوتة، تنفجر في أي مكان. فاتورة نسيان أطراف الوطن في العقود الفائتة كانت باهظة، دماء سالت، وأرواح زهقت، ومليارات أنفقت، كل هذا لاجتثاث جذور إرهاب عشش فيها.
الآن.. تمتد يد الدولة إلى أطراف الوطن، إلى مرسى مطروح والسلوم، إلى شمال وجنوب سيناء، إلى أسوان، إلى العلمين التي كادت ألغام الحرب العالمية أن تنبت وتورق في أراضيها، مواطنون كانوا نسيًا منسيًا يمتد إليهم مشروع حياة كريمة بخدماته إلى الشوارع والمنازل والمدارس والمستشفيات، كان بعضها متهالك بفعل الزمن وبعضها معدوم بفعل النسيان، ثم تشق الطرق التي كانت شبه مستحيلة لتكون بمثابة شرايين تربط تلك الأطراف بقلب الوطن، وتمتد يد الاستثمار الذي نتمنى مضاعفته على جانبي الطرق.
مشهدان رصدتهما، كلاهما يبدو بسيطًا لكنه مؤشر إيجابي، الأول.. أهالي العلمين الذين تفاعلوا مع عدة مهرجانات امتدت طوال الأسابيع الماضية، يبيعون منتجاتهم للزوار، ويشاركون في الفعاليات، ومشهد سباق الإبل الذي كان أحد أبرز الفعاليات كان أبطاله من سكان المنطقة، ويقيني أن مساهمتهم ستكون أكبر في الفترة المقبلة، أما حركة العمران فانعكست إيجابيًا عليهم، وصارت مصدرًا لدخل يضمن لغالبيتهم حياة كريمة.
سكان الأطراف المنسية منذ عقود يستحقون الكثير لنعوضهم عن سنوات حرمان عاشوها، تلك السنوات التي دفعنا فاتورة باهظة بسببها نيابة عن حكومات سابقة، وأخرى لاحقة.
besheerhassan7@gmail.com