التحليل السيكولوجي لسفاح الجيزة
قد تختلف الآراء حول جودة مسلسل سفاح الجيزة، الذي يعرض حاليا على إحدى منصات البث التدفقي، من بطولة أحمد فهمي، لكن المتفق عليه هو أن العمل يحظى بنسبتي متابعة واهتمام واسعتين، خصوصا وأنه يتناول أحداثا حقيقية، بطلها لا يزال على قيد الحياة في انتظار تنفيذ حكم الإعدام.
وكثير من النقاد والمشاهدين تحدثوا عن الدافع وراء ارتكاب السفاح لهذه الجرائم الدموية.. والمقصود هنا الدافع الدرامي لشخصية بطل المسلسل.. لكن في الواقع عندما نتحدث عن سيكولوجيا القتلة المتسلسلين ودوافعهم، فإننا ندخل إلى عالم مظلم ومعقد من علم النفس الجنائي.
إن الأعراض النفسية المشتركة للقتلة المتسلسلين تشمل الشخصية النرجسية ونقص الإحساس بالتعاطف مع الآخرين. إذ يعاني القتلة المتسلسلون عادة من ضعف النفس والشعور بالإهانة والتوتر العاطفي، ويميلون إلى تجنب المواجهة الاجتماعية والعزلة. قد يكون لديهم أيضًا تاريخًا من العنف الشخصي في فترة الطفولة، مما يؤثر على تكوين شخصيتهم ويزيد من احتمالية تطوير سلوك قاتل.
سيكولوجية القتلة المتسلسلين
أحد العوامل الرئيسية في سيكولوجيا القتلة المتسلسلين هو الرغبة في السيطرة والقوة. يشعر القاتل المتسلسل بالرغبة في التحكم الكامل في حياة الآخرين وفرض سيطرته عليهم. قد يحققون ذلك من خلال القتل والتعذيب والإذلال. يجد القاتل المتسلسل نوعًا من الراحة النفسية والقوة عند قتل ضحاياه، وهذا يعزز من سلوكهم ويدفعهم للمضي قدمًا في عملياتهم القاتلة.
يعتبر القتل المتسلسل أيضًا وسيلة للتعبير عن الغضب والكراهية. يمكن أن يكون للقاتل المتسلسل مشاكل نفسية عميقة وتوترات غير محلولة، ويستخدم العنف والقتل كوسيلة للتخلص من هذه العواطف السلبية. يشعر القاتل المتسلسل بالانتصار والتحرر عندما يرتكب جرائمه، وهذا يعزز شعوره بالقوة والتحكم.
تلعب الخلفية الاجتماعية والثقافية دورًا هامًا في تشكيل سيكولوجيا القتلة المتسلسلين. قد يكون لديهم تجارب سابقة سلبية مع السلطات أو المجتمع، مما يؤثر على نظرتهم للعالم ويدفعهم نحو العداء والعنف. قد يتأثر القتلة المتسلسلون أيضًا بالأفلام والأدب ووسائل الإعلام التي تصور العنف والقتل بشكل مثير وجذاب، مما يؤثر على تشكيل تصورهم عن الواقع ويحفزهم لتنفيذ أفكارهم القاتلة.
مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن سيكولوجيا القتلة المتسلسلين ليست محددة بشكل ثابت، وهناك استثناءات واختلافات بين الأفراد. لا يمكننا تحديد سمات محددة تنطبق على جميع القتلة المتسلسلين، ولا يمكن التنبؤ بسلوكهم بدقة مطلقة. إن فهم سيكولوجيا القتلة المتسلسلين ليس مهمة سهلة، ويتطلب تحليلًا معمقًا ودراسات مستفيضة للعديد من الحالات والنماذج النفسية.
ومن جانب آخر، بعض القتلة المتسلسلين يتمتعون بشخصيات تبدو جذابة ومحبوبين في مجتمعاتهم.. وهؤلاء من بين الأشخاص الأكثر صعوبة في التعرف عليهم وكشف جرائمهم. إذ يتمتعون بمهارات اجتماعية فائقة وقدرة على إخفاء جوانبهم الظلامية وتقمص شخصيات تبدو ساحرة ومقنعة.
وأحد العوامل الرئيسية التي تساعد القتلة المتسلسلين على خداع الآخرين هي قدرتهم على تمثيل شخصيات متعددة. حيث يتمتعون بقدرة استثنائية على تكييف سلوكهم وتصرفاتهم وتعابيرهم الوجهية حسب الوضع والمحيط الاجتماعي. ويتقن القاتل المتسلسل فن النفاق والتظاهر بالبراءة واللطف والسحر، مما يجعله محبوبًا ومقنعًا في عيون الناس.
بعض القتلة المتسلسلين يتمتعون بسحر شخصي يجذب الآخرين نحوهم. يتمتعون بمظهر جذاب وساحر وقدرة على إبهار الناس بشخصياتهم الجذابة والمثيرة للإعجاب. يمكنهم استغلال هذا الجاذبية لجذب الضحايا والتلاعب بهم. يستخدمون سحرًا اجتماعيًا وكاريزما قوية للتأثير على الناس والتحكم فيهم.
علاوة على ذلك، يتقن القتلة المتسلسلين فن التلاعب العاطفي. يعرفون كيف يستغلون ضعف الناس واحتياجاتهم العاطفية للتحكم فيهم. يستخدمون التلاعب العاطفي للتلاعب بضحاياهم وإقناعهم بالثقة بهم والانخراط في علاقات قريبة. يمكنهم إظهار اهتمام زائف وحنان والتلاعب بمشاعر الضحايا لتحقيق أهدافهم الشريرة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقتلة المتسلسلين استخدام الكذب والتحايل ببراعة. يصنعون قصصًا متقنة وموثوقة لإخفاء أعمالهم الشنيعة. يستخدمون التضليل والتشتيت لتبديد الشكوك وتجنب الاشتباه. قد يقد يدعون أنهم غير مرتبطين بالجرائم المرتكبة ويقدمون أدلة زائفة لدعم هذه الادعاءات. يستخدمون الكذب والتلاعب لخلق صورة مغلوطة عن أنفسهم والتغطية على أفعالهم الحقيقية.
ومع ذلك، ينبغي أن يتم الإشارة إلى أن القتلة المتسلسلين ليسوا بالضرورة يتمتعون بشخصيات جذابة ومحبوبة في جميع الحالات. فهناك أيضًا العديد من القتلة المتسلسلين الذين يفتقرون إلى هذه السمات ويظهرون سلوكًا غريبًا أو مشتبهًا به.