رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون.. مناخوليا، عالم المستعجلين

مناخوليا، فيتو
مناخوليا، فيتو

خارج سور مستشفى العباسية هتلاقى ناس بتستعجل كل حاجة.. ناس عايزين كل حاجة تيجى بسرعة.. المهم إنها متروحش منهم بسرعة.. مع أن أي حاجة بتيجى بسرعة بيبقى فيه قصادها حاجة بتخلص بسرعة، خارج سور سرايتنا الصفراء هتلاقى ناس بتفنى أعمارها فى انتظار ما هو آت وافتقاد ما راح وانقضى.. 

 

وهكذا حتى يُفاجأوا بأن أعمارهم قد انتهت.. ونحن هنا فى عنبر العقلاء نضرب كفا بكف على ما وصل إليه حال من يسكنون خارج أسوار سرايتنا الصفراء فخارج سرايتنا الصفراء هتلاقى الطفل عايز يكبر بسرعة.. هتلاقى الطالب عايز يتخرج بسرعة.. الخريج عايز الوظيفة بسرعة.. 

 

الموظف عايز يترقى بسرعة.. والشاب عايز يتزوج بسرعة.. البنت خايفة من العنوسة ومستعجلة على الزواج.. الأزواج عايزين يخلفوا بسرعة.. عايزين العيال تكبر بسرعة.. ثم تنقلب الآية فجأة ويصبح الشاب مش عايز يكبر ويبقى شايب.. والشايب بيصبغ شعره علشان يظهر كأنه شاب.. 

 

واللى اتزوجوا وخلفوا مش عايزين يخلفوا تانى.. واللى اتخرج واشتغل عايز يسيب الشغل.. واللى اتزوجت بدرى بتحسد زميلتها اللى لسه متزوجتش وعايشة حياتها.. وهكذا هم يعيشون فى مناخوليا تستهلكهم وتضيع معها أعمارهم.. ولا يعجبهم العجب ولا حتى الصيام فى رجب.. 

 

وكل واحد عايز ياخد مكان التانى رغم أنه موجود فى المكان المناسب له تماما دائمًا لديهم شعور بأنهم متأخرون رغم أنهم فى توقيتاتهم المناسبة.. يريدون كل شيء رغم أنهم لا شيء.. ولا يدركون أنهم قد يتزوجون فى سن العشرين لكنهم لا ينجبون إلا فى سن الثلاثين.. 

 

 

وقد يتخرجون من الجامعات فى سن العشرين ولا يعملون إلا فى سن الثلاثين.. وقد يلتحقون بالوظيفة ولا يستطيعون الترقى فى الدرجات.. فليس كل من توظف أصبح مديرا ولا رئيسا وإلا صار الناس كلهم مديرين.. وسبحان من جنبنا عالم المناخوليا هذا وأنعم علينا بالعيش هنا فى عنبر العقلاء!

الجريدة الرسمية