ساخرون، مناخوليا احتكار السجاير
غريب أمر هؤلاء الذين يقيمون خارج أسوار سرايتنا الصفراء، إنهم يتفننون فى استغلال بعضهم البعض، ففى الوقت الذى تحاول فيه الدولة أن تخفف من أعباء المواطنين نجد بعض المواطنين أنفسهم يحتكرون بعض السلع، ليعكننوا على أم مواطنين آخرين منتهى المناخوليا الاستهلاكية التى إذا ما فكر فيها أحدهم ولو لدقائق فبالتأكيد ستأخذه إلى هنا حيث عنبر العقلاء داخل العباسية..
حيث لن يجد ما يشغل ذهنه أو يعكر صفوه.. فداخل عنبرنا لا نبيع ولا نشترى ولا ندرك الفرق بين السجاير والمعسل.. ولا حتى بين الأرز والشعير أما خارج عنبرنا وبعيدا عن سور سرايتنا الصفراء فهناك ستجد المواطنون نوعان.. تجار ومستهلكين.. وبينهما طرف ثالث يسمون أنفسهم بالمحتكرين..
احتكروا السكر من قبل ثم احتكروا البيض.. ثم الأرز.. حتى لبن الأطفال احتكروه.. والآن يحتكرون السجاير ويتلاعبون بأسعارها حتى بلغت ما لم تبلغه فى أى بلد بالعالم.. فعلبة السجاير تباع بضعف ثمنها ويزيد. إنها حقا مناخوليا تضرب عقول البنى آدمين خارج هذا السور..
والغريب أن جميعهم يدركون جيدا بأن الحكاية وراءها مجموعة من المحتكرين الذين لا يهمهم ضياع مجهودات الحكومة فى التخفيف عن الشعب.. ولا يهمهم معاناة الناس ولا هم مشغولون إلا بما يجمعون من ملايين الجنيهات على حساب حرق دم المواطن الغلبان الذى يتنفس من خلال سيجارة.
يهيج الناس خارج عنبر العقلاء.. تجارا ومستهلكين وإعلاميين بل ومسئولين حكوميين.. كيف ومتى أصبحت علبة السجائر بـ 60 جنيها بينما سعرها الحقيقى 24 جنيها؟!.. ويستنجدون بجهاز حماية المستهلك الذى لا حيلة له فلم ينطق ببنت كلمة فيضطر أن يهيج مع الهائجين.. وتهرول وزارة التموين والتجارة الداخلية لتغطية السوق وتطمئن المواطنين بأن المشكلة لا بد أن يكون لها حل..
لكنها كعادتها لا تفصح عن موعد للحل وكل ما أخشاه أن يلجأ كل هؤلاء إلى عنبر العقلاء وساعتها لن يبقى خارج سور سرايتنا إلا المحتكرين.. ورغم الزحام الذى سنعانيه داخل سرايتنا.. ليس بوسعى إلا أن أقول لكم: أهلا بكم ضيوف جدد داخل عنبر العقلاء!