رئيس التحرير
عصام كامل

تبرعوا بتكلفة سهرة

كتبت قبل أسبوعين عن أهمية توجيه التبرعات للمستشفيات الجامعية التي تستقبل آلاف المرضى يوميًا، وقلت إن ملايين المواطنين من أنحاء الجمهورية لا يعرفون طريقًا للعلاج إلا طريق هذه المستشفيات التي تضم كوادر طبية كبيرة في كل التخصصات.


واليوم أتوقف أمام مستشفيات جامعة الزقازيق التي تستقبل المرضى من عدة محافظات.. شرعت الجامعة منذ أكثر من خمسة عشر عامًا في بناء مستشفى للسرطان، لأن المرضى يضطرون للسفر إلى القاهرة قاصدين معهد الأورام الذي يتكدس أمامه المرضى من كل المحافظات.


تعثر بناء مستشفى السرطان لسنوات لعدم وجود ميزانية تكفي للبناء والتجهيزات، وأتذكر لقاءً جمعني والدكتور ماهر الدمياطي الرئيس الأسبق للجامعة في حضور عدد كبير من الأساتذة والطلاب، وتطرق الحديث إلى مستشفى السرطان الذي تعثر البدء في تأسيسه لعدم توفر الميزانية الكافية..

 

ويومها اقترحت تفعيلًا لدور المجتمع المدني من خلال جمع التبرعات، وطالبت بتشكيل فرق عمل من الطلاب، تطرق أبواب مصانع مدينة العاشر من رمضان، وتطالب أصحابها بضرورة التبرع لبناء المستشفى، خاصة أن الآلاف الذين يعملون في هذه المصانع يعالجون في مستشفيات الجامعة، وطالبت أيضًا بأن يمتد طرق الأبواب إلى المحلات الكبرى والصغرى في أنحاء المحافظة..

 

 وقد لاقت الفكرة إستحسانًا من الجميع لكن تعثر تنفيذها لأسباب لا أعلمها، وحتى الآن لم تدخل المستشفى الخدمة.


الدور المجتمعي لرجال الأعمال 

الدور المجتمعي لرجال الأعمال معمول به في كل دول العالم، ويؤمن به القلة في مصر، رغم أن غالبيتهم لا يعالجون العاملين في مؤسساتهم إلا في المستشفيات الحكومية، إما على نفقتهم أو على نفقة المريض نفسه.


مؤخرًا.. قرأت تصريحًا للدكتور طلعت عبدالقوي رئيس الإتحاد العام للجمعيات الأهلية، أكد فيه أن أحد إنجازات الإتحاد في الفترة الماضية تقديم 150 مليون جنيه دعمًا للمستشفيات الحكومية، وهذا جيد، لكني تمنيت لو خصص الإتحاد بندًا للمستشفيات الجامعية، لأنها تعاني نقصًا في الإمكانيات منذ عقود، فالكوادر موجودة، وطواقم التمريض، لكنك قد تفاجأ بنقص في المستلزمات الطبية البسيطة.


وتمنيت لو فعلت جامعة الزقازيق اقتراحي القديم بتشكيل فرق من الطلاب لطرق أبواب مصانع مدينة العاشر من رمضان لحث أصحابها على التبرع، أو وضع الآلية المناسبة لجمع التبرعات من داخل المحافظة للانتهاء من تجهيز مستشفى السرطان.


محافظة الشرقية ليست فقيرة، وبها مئات المصانع، سواء في العاشر من رمضان أو الصالحية القديمة والجديدة.
 

 

الدور المجتمعي لرجال الأعمال لابد من تفعيله لتقديم خدمات حقيقية للمواطنين، وعلى رجل الأعمال أن يفعل ذلك عن قناعة، وليس من قبيل المنظرة أو المن، لأن الخدمة تذهب للمواطنين الذين جمع رجال الأعمال ثرواتهم من جيوبهم، تكلفة سهرة واحدة لرجل أعمال يستفز بها المجتمع تكفي لعلاج أكثر من مريض سرطان.

besheerhassan7@gmail.com

الجريدة الرسمية