القتيل الحى!
مثلما اعتبر البعض أن التمرد المسلح لزعيم فاجنر كان مسرحية مدبرة لتضليل الأمريكان والغرب ولم يكن حقيقيا، فإن هناك من لا يصدقون أن بريغوجين لقى مصرعه بالفعل!.. وهولاء يقولون إن الرجل لم يكن على متن الطائرة التى سقطت..
وأن الجثث التى تم العثور عليها لم يكن من بينها جثته وأنه كان على متن الطائرة الثانية التى لم تسقط، فضلا عن أنه يجيد التنكر والتخلى، وهذا ما كشف عنه تفتيش بيته في سان بطرس برج قبل بضعة أسابيع مضت، حينما عثر فيه على مجموعة من البواريك المختلفة!
وهكذا هناك من لا يريدون تصديق أن زعيم فاجنر قد لقى مصرعه، رغم تأكيد مقاتلى فاجنر ذلك، ورغم أن الرئيس الروسى بوتين نعاه شخصيا وقدم العزاء فيه.. والمثير أن هؤلاء ليسوا فقط من الروس، وإنما من الامريكان أيضا!.. وحيث تناولت صحف امريكية احتمال أن مصرع زعيم فاجنر هو بمثابة مسرحية جديدة مثل مسرحية تمرده العسكرى الذى تابعه العالم كله بشغف قبل نحو شهرين.
ولعل هذا يذكرنا بإنكار البعض حتى الآن موت عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات الاسبق والذى عينه مبارك نائبا لرئيس الجمهورية في يناير، حيث مازالو يتحدثون عن ظهوره في أماكن مختلفة حتى الآن.
وهذا يعنى أن الطعن ليس قاصرا على أحداث الماضى أو التاريخ فقط، وإنما التشكيك والطعن يتم في أحداث الحاضر الذى نعيشه أيضا.. والسبب أن هناك أحداث يكتنفها الغموض، ودوما الغموض يولد الشكوك ويثير الريبة، وهناك أحداث لا يتمنى البعض حدوثها فينكرها ويرفض الاعتراف بها..
كما أن هناك أحداث صادمة يصعب القبول بها والتسليم بحدوثها، ومن بين كل هذه الأحداث يأتى حدث التمرد العسكرى لزعيم فاجنر وحادث مصرعه بعد مرور شهرين على تمرده الذى فاجأ العالم كله وليس بوتين وحده!