رئيس التحرير
عصام كامل

حافز الأداء.. أزمة في الضرائب

أصبح تطبيق منظومة حافز الأداء والإثابة بجهاز الضرائب هما وأزمة كل يوم وشهر وسنة بين عموم العاملين في هذا القطاع الخطير من بين العاملين بالجهاز الحكومى.. وتتصاعد الاعتراضات والاحتجاجات كل يوم  من العاملين في معظم الإدارات الضريبية ويشكون الظلم تارة والتأخير تارة أخرى إما بسبب تجاهل الوزارة ومصلحة الضرائب صرف الحافز المقرر قانونا فى توقيته أو عدم صرفه من الاساس لبعض مستحقيه..

 

أو التمييز بين فئة وأخرى بين الحين والآخر أو بين إدارة وأخرى في انتظار صدور قرار الوزير وجهود رئيس المصلحة لحماية حقوق رعاياه، رغم خطورة هذا الأمر على أداء واحد من أخطر أجهزة الدولة تأثيرا على أوضاعنا الاقتصادية، لماذا؟ الإجابة لأنه الجهاز المسئول عن تحصيل نحو 70% من إيرادات الخزانة العامة للدولة كل عام..

 

والحقيقة الثانية وليس مجاملة أو تمييز أن العاملين بجهاز الضرائب بمختلف إدارات الهيكل الإدارى والوظيفى ليسوا كبقية العاملين بالقطاع الحكومى يعانون من البطالة المقنعة أو العمل بمتوسط 27 دقيقة في اليوم كما تذكر تقارير متابعة الأداء للعاملين بالقطاع الحكومي، إنما أكثر إدارات هذا الجهاز الهام (حصر وفحص ومراجعة وخلافه) يعملون أكثر من 16 ساعة فى اليوم..

 

احتجاجات على حافز الأداء والإثابة

ولا ينتهى يوم عملهم مع دقات ساعة الانصراف للعاملين بالجهاز الحكومى في الثانية أو الثالثة ظهرا حيث اعتاد العاملون البقاء بمكاتبهم في المأموريات الكبرى  وضرائب الشركات المساهمة وغيرها حتى ساعات متأخرة من الليل وكثير منهم يواصل عمله من المنزل في دفاترة لإنجاز مهمته التى يعتبرها مهمة وطنية، وينتظر الحافز القانونى الذى قد لا يأتي.. 


حافز الأداء والإثابة في قطاع الضرائب ليس منحة ولا منة من الوزير ولا من رئيس المصلحة، إنما هو مقابل جهد وعمل قدره المشرع القانونى وخصص له فصل في قانون الضرائب ذاته أوكل للوزير المختص تنفيذه بالإدارة الواجبة وفق تقارير الأداء..

 

فلماذا يا وزير المالية ويا رئيس مصلحة الضرائب تتركون رعاياكم يثيرون كل هذا الصخب والاحتجاجات الدائمة في السنوات الأخيرة على إسلوب صرف الحافز وإجراءات تنفيذه وتتعالى الشكاوى بين المكاتب وعلى صفحات السوشيال ميديا وفى اجتماعات وحوارات لجان وروابط العاملين بالضرائب عامة وقيمة مضافة..  

 

يعتقد الناس أن دخول العاملين بجهاز الضرائب من الدخول المميزة أو المرتفعة بالجهاز الحكومى وهذا غير حقيقى بل دخول الجهاز تراجعت إلى الوراء في سلم أو قائمة أصحاب الدخول المرتفعة في القطاع الحكومى رغم ما يبذلونه من جهد كبير خلال العشر سنوات الأخيرة إلى أدنى المستويات وبخاصة بعد تطبيق قانون الخدمة المدنية، الذى ساوى بين من يعمل ومن لا يعمل ومهمته في أحسن الظروف هى مجرد تدوين اسمه فى كشوف الذهاب والانصراف كل يوم.. 

 

جهاز الضرائب جهاز شديد الحساسية والأهمية للدولة والمواطن، وهو جهاز إنتاج بامتياز، وكما قالها مسئول ضريبى كبير سابق إن الاستثمار في خلق بيئة تحقق معدلات رضاء العامل في مثل هذا الجهاز من أهم مجالات الاستثمار للدولة ببساطة..

لأن خسائر تراجع معدلات الأداء للعاملين بهذا الجهاز الخطير ستكون بالمليارات سنويا وتتحملها الخزانة العامة وموازنة الدولة التى تعانى من اختلالات حادة في ارقامها سنويا وتعانى من تزايد في الفجوة بين الإيرادات والمصروفات العامة المطلوبة لتحسين مؤشرات الأداء للاقتصاد الوطنى بعموم قطاعاته الخدمية والإنتاجية على حد السواء.. اللهم بلغت اللهم فشهد.

الجريدة الرسمية