أزمة السجائر ودعوات المواطنين للدكتور مدبولى
وتتوالى الأزمات والكوارث في وجه المواطنين وعامة الناس يوما بعد يوم، من أزمة الدولار والجنيه إلى أزمة الأعلاف واللحوم بأنواعها بيضاء وحمراء إلى أزمة السكن والتصالحات وسنينها، إلى أزمة تصاعد أسعار الكهرباء والبنزين والسولار والزفت والقطران الأسود إلى كل السلع التى ركبت قطار الأسعار المجنون السائر بسرعته الفائقة يمرح فى أسواقنا المحلية بلا رابط أو ضابط بعد أن قفز سائقه من الشباك المكسور وترك عرباته الطائشة تضرب يمينا وشمالا وتقتل أحلام الناس في حياة كريمة..
والحكومة بكل أفرادها وناظرها وأجهزتها المعنية والرقابية تتفرج بلا أية حراك وكأنها مشلولة أو أصابتها الصدمة والذهول مثلنا تماما، فأصبحت عاجزة عن الفعل أو حتى رد الفعل، أو إنها تعرف أصل الحكاية والحدوتة وتوهمنا أنها تشاركنا الصدمة والأحزان؟!
بعد أزمة السجائر وكل أنواع الدخان الحالية لم يعد في عقل واحد من الناس في بلادنا شك أن الحكاية فيها فيل.. يمكن فيل أزرق كمان.. ولما لا وكل ما يصدر من البداية للنهاية وتصريحات مسئولين من هنا أو من هناك في أزمة السجائر صناعة شركة الشرقية للدخان مجرد أكاذيب واباطيل وتبريرات لا طائل ولا فائدة منها لعموم الناس..
فلا مسئول الشركة قال الحقيقة ولا أى مسئول عن الرقابة على الأسواق أو التجارة في أقوات الناس قال الحقيقة.. هل المتهم هم وكلاء توزيع السجائر وأباطرة السوق السوداء كما زعم مسئول الشركة؟ لا.. هل المتهم الجمارك ومستوردى الدخان؟ لا..
هل هى حكاية الدولار والاعيبه المستمرة مع الجنيه على شاطئ التعويم في عموم السواحل المصرية؟ لا.. يبقى الحكاية فيها أن وأخواتها كمان..
تجار السوق السودا نشطوا في أسواق توزيع السجائر.. نعم.. اغتنوا واستغلونا.. نعم وعكروا مزاج المصريين بزيادة.. بأس الحكومة.. المعلومات المتواردة من داخل الشركة المسئولة عن مزاج المواطنين كما رواها لى مسئول كبير، أن عدد خطوط الإنتاج بالشركة التى دخلت مرحلة الصيانة والتعطيل الإجباري بدون سبب فنى يزيد على ٥٠% من القدرات الإنتاجية للشركة..
ولا أحد يفهم الأسباب وفي انتظار قرارات هامة تخص مصانع الشركة التى تزيد على 9 مصانع كبرى منتشرة بربوع الجمهورية.. إذا لماذا لا يخرج مسئول حكومى حقيقى يقول للناس الحقيقة، أم إنهم يرتكزون على حكاية أن السجائر والدخان سلعة ضارة بصحة الناس..
لو الحكاية كده في عقل المسئول يبقى طامة كبرى.. لأن الحقيقة غير كدة تماما وحكاية ضارة بالصحة دى مجالها نتدارسه في ساحة أخرى.. الحقيقة أنها منذ زمن تصنف إحدى السلع الاستراتيجية الخطيرة جدا في حياة الناس.. وفيها اقتصاد وسياسة واجتماع وصحة نفسية كمان، وفيها تأثير مباشر وخطير على دخل الأسر المصرية التى يقولها مدخن وهم يمثلون نحو 85% من جموع الشعب..
وتأكيدا لأهمية وعظم أزمة السجائر وما يجرى فيها أعتقد أن الحاج الوحيد الذى لم يحظى بتبريكات ودعوات الحج المبرور والذنب المغفور بين جموع الحجاج المصريين عند عودته سالما من الرحلة الميمونة قبل أيام هو الحاج مدبولى.. وكيف تكون التبريكات ومزاج الناس اتعكر خالص..