وقائع حوار إذاعي!
تتزايد التطبيقات الإذاعية الخاصة علي شبكة الإنترنت، ومن بينها ما خصص وقتا لإعادة تراثنا الإذاعي القديم كله ولا نعتقد أن بلدا في العالم يمتلك قدر ما نمتلك في مصر من تراث إذاعي هائل، قدمته الإذاعية الكبيرة أمينة صبري.. وكان الحوار فيما نتذكر علي شبكة صوت العرب..
راح الفنان الأكبر يصول ويجول.. ليس في بحر ذكرياته فحسب وإنما في تفاصيل مهنة التمثيل.. وفي إتقان اللغة العربية الذي تميز به الضيف الكبير وتميزت به مستضيفته حتي أنه أشاد بها وبمستواها وكذلك فنون الإلقاء والتدريب عليها..
أما الذكريات فحدث ولا حرج.. ترتيب للأحداث ساهم فيه إعداد الحلقة.. فليس هناك سؤال من هنا وآخر من هناك.. ولياقة مدهشة في تناول أحداث كانت صاخبة في وقتها.. وشياكة وذوق في ذكر زملاء المهنة حتي تحبهم وتحترمهم من حديثه عنهم حتي لو اتخذت موقفا مسبقا من بعضهم..
أما المذيعة فلم تقاطعه مرة واحدة إلا إذا اكتملت معلومات الرجل وإنتهي تدفقه.. فلن تقول في سرك الجملة المعتادة عند متابعة حوارات البعض "طيب استني اتركيه يكمل الحتة دي!"، ولم يكن هناك سؤال واحد دراميا يربك الدنيا ويوتر الأجواء ولا ما يحرج الضيف أو يزعجه ولا سؤال قيل ولكن بصيغة أخري وبالتالي يكون معادا ومكررا وهو ما يحدث كثيرا.. وهكذا كانت هي أيضا في فن التقديم الإذاعي!
رحم الله الفنان الراحل عبد الوارث عسر وما يمثله هو ذاته من مدرسة عظيمة وكبيرة وجيله كله وما تلاه من أجيال.. وحتي وقت مضي !