شراء نجوم العالم هل يصنع منظومة رياضية ناجحة؟!
شراء مشاهير اللاعبين الدوليين الذين أوشكوا على اعتزال اللعبة، وقد تخطوا سن الشباب وشبعوا شهرة ونجومية، بمليارات الدولارات للعب في الدوريات العربية هل يصنع منظومة رياضية تضاهي نظيرتها الأوربية أم أن للنجاح شروطًا أخرى لا يصنعها شراء لاعب بحجم كريستيانو رونالدو أو ميسى أو محمد صلاح مع تقديرنا الكبير لمسيرة هؤلاء النجوم الذين صنعوا أمجادًا لأنفسهم ولأنديتهم التي لعبوا لها وقدموا لها إنجازات تفوق الخيال.
اللاعبون المبدعون المهاريون يصنعون الفارق بلا شك مع أنديتهم ومنتخبات بلادهم، ويكفى مثلًا أن ميسى كان أحد أهم عوامل فوز الأرجنتين بكأس العالم الأخيرة مع رفاقه، لكن ذلك ليس معيارًا يقاس عليه بل هو استثناء قد يتكرر وقد لا يتكرر..
مشاهير اللاعبين ومقومات النجاح
لكن للنجاح مقومات وشروط أهمها التخطيط العلمي لإدارة الأندية ووجود أكاديميات تكتشف النشء الماهرين وترعاهم بدنيًا ومهاريًا منذ نعومة أظفارهم.. وهنا لابد من وجود كشافين على درجة عالية من الكفاءة لالتقاط النجوم..
فالعين الخبيرة التي التقطت محمد صلاح الذي أخفق في الالتحاق بنادي الزمالك في بداية مشواره تستحق أن نرفع لها القبعة؛ ذلك أنها لم تنظر لتاريخ اللاعب وناديه بقدر ما أبصرت قدراته ومواهبه التي يصعب تكرارها.
وجود أكاديميات في الأندية العريقة يلعب دورًا في صنع النجوم عبر مسيرة شاقة تتولى إعدادهم بدنيًا ومهاريًا وخططيًا ونفسيًا، حتى يحدث الانسجام بين مجموعة منتقاة من اللاعبين المتجانسين لأي ناد كبير داخل المستطيل الأخضر.
شراء لاعب عجوز كرويًا -إن صح التعبير- قد يضع ناديه في صدارة دوري محلي في بلاده بعض الوقت لكنه مع الوقت يفقد بريقه ويمكن تعطيله وإحكام السيطرة عليه وإفقاده الفعالية اللازمة لإحراز الفوز وحصد البطولات..
وأمامنا أمثلة بارزة: فهل يكفى شراء لاعب بحجم كريستيانو رونالدو وحده لوضع النصر السعودى على أعتاب العالمية، وهل يصمد الفريق في مواجهة أساطين الكرة العالميين في البايرن مثلًا أو الريال أو البارشا أو السيتي بكل ما فيها من نجوم وفكر تدريبي من طراز رفيع وطريقة أداء يصعب التصدي لها إلا بعناصر متماثلة.
صدقوني شراء مشاهير اللاعبين الدوليين قد يفلح في جذب الأنظار والأضواء وصناعة الشهرة المؤقتة لهذا النادي أو ذاك لكنه لا يصنع أندية ولا منتخبات قوية ولا يخلق منظومة رياضية قادرة على الصمود وحصد البطولات وإفراز عناصر ناشئة تتخطفها الأندية الكبرى وتدفع فيها ملايين الدولارات..
لكل صناعة أصول وقواعد ومقومات ولكل نجاح تكلفة وعطاء وعرق وكفاح ورؤية مستقبلية وكفاءة إدارية وخططية، وليس مجرد شراء نجوم بأموال طائلة لا يمكنهم تعويضها ولا تحقيق عائد تكلفتها التي تتحملها خزانة الأندية لا لشيء إلا للفت الأنظار وتحقيق السبق والاستحواذ على الأسماء الكبيرة.