رئيس التحرير
عصام كامل

حكاوي زمان، الدكتور أحمد مرسي يكتب عن العلاقة بين كاموت إف وكوتوموتو يا حلوة

حكاوي زمان، فيتو
حكاوي زمان، فيتو

في مجلة الفنون التي يصدرها اتحاد النقابات الفنية عام 1978 كتب أستاذ الأدب الشعبي الدكتور أحمد مرسي يقول: إن الإنسان عادة يكون له تراكم معرفي وثقافي وتاريخي يترسب في ذهنه ويخرج عندما تدعو الحاجة لذلك فى صورة أمثال شعبية مثلا. وقد بدأت معرفتي بالأمثال الشعبية من معلمتي الأولى أمى رحمها الله التى كانت لا تقرأ ولا تكتب لكنها كانت تطلق الأمثال كل فى مناسبته، وأعتبرها حكيمة الحكماء..

 

ومن الأمثال التي أخذتها عنها وأصبحت دستورا فى حياتى: «اللى يحبى يقطعها جبال»، وأنا أرى أنه أفضل وأكثر بلاغة من مقولة يطلقها خبراء التنمية تقول: «طريق الألف ميل يبدأ بخطوة»، وأغلب الأمثال الشعبية تستخلص من التراث وهي تعبير عن الحكمة الشعبية، وهى على مر السنين تراثا شفهيا إلا من القليل المدون فى التاريخ القديم.


وفي مطلع القرن العشرين نشأ في الغرب أدب الفولكلور وهو يعنى بجمع التراث والمأثور ورأوا في الأمثال الشعبية مرجعا أساسيا وأضافوا إليها النكتة. والإنسان المصرى بشكل خاص ظل محافظا على عاداته وتقاليده، والأمثلة الشعبية التى تتردد على الألسنة الآن غالبا ما يكون لها امتداد قديم.. 

 

فمثلا نقول: «خذوا فالكم من عيالكم» وفى بلاد أخرى: «خذوا الحكمة من أطفالكم»، هذا المثل جاء عندما كانت إيزيس تبحث عن جثة أوزوريس ودلها عليها الأطفال عند بحيرة البرلس. وقيل عن العديد أو العدودة وهى الأغانى التى تغنى فى رثاء الموتى كانت موجودة عند المصريين القدماء، ولكن بشكل مختلف قليلا.. 

 

حيث كانوا يكرهون الموت في الغربة وأن «سنوحى» عندما نفى وأحس بقرب أجله كتب خطابا للملك ملتمسا رضاه ليسمح له بالعودة مرة أخرى إلى بلاده ليدفن فى بلدته.


وأيضًا كلمة «كاموت إف» أي حبيب أمه وهى دعوى للأطفال، تطورت وتحورت مع الزمن وأصبحت كوتوموتو يا حلوة، وهناك مثل فرعونى يقول: «مهما كانت الزهرة جميلة فقد تجد بها بعض الأشواك» ويقابلها الآن مثل يقول: «الحلو ما يكملش».


إضافة إلى الأمثال الشعبية هناك عادات ومصطلحات كانت تستخدم في مصر القديمة وما زالت تمارس حتى اليوم فنعرف على سبيل المثال عادة ذكرى الأربعين للمتوفى، والاحتفال بالسبوع للمولود، وكراهية الخنازير، كذلك وسائل الزراعة مثل المنجل والشادوف والاحتفال بوفاء النيل وإن تغيرت معالم الاحتفال.

 


قال الدكتور أحمد مرسي إن هناك قوانين قديمة للملكية الفكرية تحمى المؤلف وتحمى براءة الاختراع والعلامة التجارية، لكن هناك جوانب من الإبداع ليس لها مالك فرد، ولكنها ملك الجماعة مثل المأثورات الشعبية، وأخطر من ذلك جزء يطلق عليه المعارف التقليدية.
وأضاف: لدينا حالات صارخة للاستلاب والانتهاب والتشويه دون أي اعتراض، فمعظم الأغانى وألحان الإعلانات التي تشاهدونها مسروقة من الألحان الشعبية.

الجريدة الرسمية