شفافية بالقطارة!
تعرضت ومازالت تتعرض الحكومة لموجات عارمة من الانتقادات بسبب أزمة الكهرباء.. وهى المسئولة عن ذلك لأنها افتقدت الشفافية منذ البداية في التعامل مع الأزمة.. فقد خرج رئيس الحكومة على الناس بعد أن فاجأت وزارة الكهرباء بتخفيف الأحمال ليبشرهم بإنهاء هذه الأزمة خلال بضعة
أيام، وفي أخر خروج له على الناس قال إن الأزمة مستمرة طوال شهر أغسطس وربما نصف شهر سبتمبر أيضا..
كما أنه في أول تصريحات له فسر اللجوء لتخفيف الأحمال بانخفاض تدفق الغاز للمحطات الكهربائية، ثم في آخر تصريحات له قال ضمنا إن نقص المازوت المستورد من الخارج أحد أسباب الأزمة بينما لا يوجد نقص في الغاز، وذلك حينما أشار إلى رصد 250 مليون دولار لاستيراد مازوت لتشغيل المحطات الكهربائية..
وهكذا احتار الناس بين المعلومات غير الواضحة وغير الكافية والمتناقضة التى أتاحتها الحكومة بخصوص أزمة الكهرباء، ولذلك ليس غريبا أن تتعرض الحكومة للانتقادات حتى الآن من قبل الناس.. فهى اتخذت قرارها بتخفيف الأحمال دون اخبارهم في البداية، وعندما ارتفعت الأصوات بالشكوى خرجت الحكومة بالقليل من المعلومات الشحيحة لتبرر ما فعلته..
دون الحرص على إقناعهم بضرورة ما قامت به، رغم أن الأمر مهم للناس ومؤثر على حياتهم.. وعندما قررت الحكومة أن تتكلم وتهجر اُسلوب تقديم المعلومات للناس بالقطارة فإنها قالت أمور كانت تحتاج لمراجعة قبل أن تقال مثل إنها تعتبر وصول درجة حرارة الجو 36 درجة أمر يستدعى تخفيض الأحمال، رغم أن هذا أمر عشناه من قبل ليس العام الماضى وإنما هذا العام وقبل حلول موسم الصيف رسميا ولم نحتاج لتخفيف الأحمال.
باختصار.. الأزمة تحتاج من الحكومة الشفافية الكاملة ما دامت تحتاج من الناس تحمل قطع الكهرباء حتى نهاية الصيف تقريبا كما قال رئيسها في آخر مؤتمر صحفى له..