رئيس التحرير
عصام كامل

مغزي البيان الروسي عن ثورة يوليو قبل زيارة السيسي!

بيان مهم أصدرته السفارة الروسية بالقاهرة بمناسبة ثورة يوليو كان يستحق اهتماما أكثر.. البيان يؤكد الاهتمام الروسي بمصر، وقد صدر والسفارة  تعلم أن الرئيس السيسي سيزور بلادهم، بعد أيام لحضور القمة الأفريقية الروسية.. 

 

البيان يستحق مطالعته كاملا لكن بعض فقراته تقول: "دعمت موسكو بشدة تأميم قناة السويس، وحتى أن الزعيم السوفيتي، نيكيتا خروتشوف، هدد بريطانيا وفرنسا وإسرائيل باستخدام أسلحة نووية، محذرا من التدخل العسكري في مصر والانقلاب في بلدنا الصديق"، وهو موقف لا ينسي إذ لعب الإنذار الروسي دورا مهما في انتصار مصر في حرب 1956 وتحقيق كل أهدافنا منها..

Advertisements


وفي فقرة أخري من البيان يقول: "الانضمام إلى أي تحالف إقليمي برعاية الغرب مقابل إمدادات السلاح، ولذلك بدءا من خريف عام 1955 أصبح الاتحاد السوفيتي موردا رئيسيا للأسلحة لمصر، وتم توريد أسلحة بقيمة 250 مليون دولار أمريكي" وهو أيضا موقف لا ينسي للأصدقاء الروس حيث يذكر التاريخ أن رصاصة واحدة صنعت في روسيا لم توجه إلي مصريا ولا عربيا!


وفي فقرة أخري لا تقل أهمية جاء في البيان: "في الوقت نفسه، توسع تعاوننا الاقتصادي بشكل مكثف، وساعد الاتحاد السوفيتي مصر في ستينيات القرن الماضي في تصميم وبناء حوالي 100 منشأة صناعية، وهي أصبحت أساسا لعملية تصنيع البلد. ولا تزال كثير منها تشتغل اليوم.. 

تعاون عظيم

في النصف الأول من السبعينيات تم إنتاج 100% من خام الحديد والألمنيوم والأدوات الآلية والجرارات والسفن والدراجات النارية والدراجات، وأكثر من 60% من الفولاذ وحوالي 50% من الكهرباء و40% من المضادات الحيوية و30% من المنتجات البترولية في المؤسسات والمصانع التي تم إنشاؤها بمشاركة الخبراء الروس" 

 

وهو تعاون عظيم وكبير تشهد عليه أركان مصر كلها ومداخن المصانع والمؤسسات الإنتاجية  الكبري في كل مكان قبل اهمالها والتخلص منها في الخصخصة!


ويتناول البيان السد العالي درة تاج التعاون المصري الروسي في فقرة طويلة منه حتي يقول عن الوضع الحالي: "ويعتبر من الأمثلة على ديناميكيات الربط الجديدة، إبرام أكبر عقد في تاريخ السكك الحديدية المصرية لتوريد 1300 من شحنات الركاب من قبل الشركة الروسية الذي يتم تنفيذه بالنشاط، كما وافق إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.. 

 

وكذلك تعمل اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني بنجاح. بطبيعة الحال، فإن أعظم المشاريع المشتركة الذي ننفذه خلال السنوات الأخيرة وتم تصميمه ليكون ضخما ومهما مثل سد أسوان العالي، وهو بناء أول محطة الطاقة النووية في مصر في مدينة الضبعة"!


وهكذا استقبلت روسيا الرئيس السيسي امس ببيان عن ثورة يوليو يذكر بالتعاون الكبير في الستينيات والذي يستمر اليوم بصور أخري بعد انقطاع طويل وضعنا فيه كل شئ في السلة الأمريكية! ولذلك لن تؤثر أي ازمات علي شحنات القمح الروسي لمصر ولا مصر ستسجيب لأي طلبات أو ضغوط لتحجيم هذا التعاون.. بل سيتزايد أكثر وأكثر خصوصا مع توفر الإرادة والرغبة المشتركة لذلك!

الجريدة الرسمية