رئيس التحرير
عصام كامل

الحرية السياسية.. وجنون نابليون

مبدأ الفصل بين السلطات يعد من الضمانات للحرية السياسية وبدونه لا حرية سياسية.. الحقيقة المؤكدة أن المبدأ يعد وسيلة مهمة من وسائل الوقاية من التحكم والجنوح نحو الاستئثار بالسلطة والاستبداد بها.. لقد أثبت التاريخ بالنسبة لمن كان لهم شأن فى بعض الفترات التاريخية وكانوا من أصحاب السلطان المطلق، حيث جعلهم هذا السلطان يأتون ببعض التصرفات التى تحمل طابعا من طبائع الجنون.. 

 

وقد ثبتت تلك التصرفات عن اثنين من أصحاب السلطان المطلق، وهما الإسكندر الأكبر ونابليون بونابرت، حيث إن كلا منهما كان يأتى من التصرفات ما يحمل طابعا جنونيا.. نابليون قد أدى به السلطان المطلق إلى نوع من الجنون تجسد فى تدخله فى قضايا فكرية لا يعرفها..

 

 فقد كان أحيانا يدعى الفلسفة، فيتكلم عن الخلود والروح والإسلام والمسيحية، بل إن السلطان المطلق قد دفعه إلى نوع من الجنون له دلالاته المعبرة فى مجال الحرية السياسية وخاصة فى الوطن العربى..

 

 

حيث وضع نابليون كتابا أسماه أصول الإيمان، وحتم على كل طالب جامعى قراءته وحفظه، وكان مما تضمنه ذلك الكتاب العبارات الآتية: ما الواجب علينا نحو الإمبراطور؟ ثم يجيب الإمبراطور على السؤال الذى وضعه بنفسه: يجب علينا أن نصلى لأجله لأنه خليفة الله نصبه على العرش.. هذا هو جنون العظمة المترتب على تركيز السلطة والاستئثار بها.. على العموم مبدأ الفصل بين السلطات ضمانة أساسية من ضمانات الحرية السياسية.

الجريدة الرسمية