رئيس التحرير
عصام كامل

الأحلام الوردية في وزارة التربية (2)

ومازالت الأحلام مستمرة لتحقيق الأمل المنشود نحو تقديم خدمة تعليم متميزة لأبنائنا من الطلاب في جميع المراحل التعليمية. وسوف نتكلم اليوم عن مرحلة التعليم الأساسي، وهو التعليم الذي يبدأ من الصف الأول الإبتدائي حتى الصف الثالث الإعدادي.


والتعليم الأساسي كما نص قانون التعليم 139 لسنة 1981 هو حق لجميع الأطفال المصريين، الذين يبلغون السادسة من عمرهم وتلتزم الدولة بتوفيره لهم، ويلتزم الأباء أو أولياء الأمور بتنفيذه وذلك على مدى تسع سنوات دراسية.. 

 

ويتولى المحافظون كل في دائرة اختصاصه إصدار القرارات اللازمة لتنظيم وتنفيذ الالتزام بالنسبة للأباء أو أولياء الأمور على مستوى المحافظة، كما يصدرون القرارات اللازمة لتوزيع الأطفال الملزمين على مدارس التعليم الأساسي في المحافظة، ويجوز في حالة وجود أماكن النزول بالسن إلى خمس سنوات ونصف وذلك مع عدم الاخلال بالكثافة المقررة للفصل.

هدف التعليم الأساسي


وتُنظَم الدراسة في مرحلة التعليم الأساسي لتحقيق الأغراض الآتية: التأكيد على التربية الدينية والوطنية والسلوكيه والرياضية.. وتأكيد العلاقة بين التعليم والعمل المنتج وتوثيق الارتباط بالبيئة على أساس تنوع المجالات العلمية والمهنية بما يتفق مع ظروف المجتمعات المحلية وأيضًا ربط التعليم بواقع البيئة التي يعيش فيها الطلاب.


ويهدف التعليم الأساسي إلى تنمية قدرات واستعدادات التلاميذ واشباع ميولهم وتزويدهم بالقدر الضروري من القيم والسلوكيات والمعارف والمهارات العلمية والمهنية التي تتفق مع ظروف المجتمعات المحيطة بحيث يمكن لمن يتم مرحلة التعليم الأساسي أن يواصل تعليمه إلى مرحلة أعلى أو أن يواجه الحياة بعد تدريب مهني مكثف وذلك من أجل إعداد الفرد لكي يكون مواطنًا منتجًا في بيئته ومجتمعه.


وهنا لابد أن نسأل أنفسنا هل ما يحدث داخل مدارسنا في مرحلة التعليم الأساسي يحقق الهدف الذي وضعته الدولة؟ هل تقوم المدارس باشباع ميول الطلاب وممارسة الأنشطة داخل المدارس؟ هل تم تزويد أبنائنا بالقدر الضروري من القيم والسلوكيات والمعارف والمهارات العلمية والمهنية؟ 


وسأترك الاجابة لكل من يقرأ هذه السطور من خلال تقييمه الشخصي لأبنائه أو أحفاده أو جيرانه أو أي طفل من المحيطين به.


إنني لا ألقي اللوم على أحد ولا أستطيع أن انتقد أي شخص ولكن هنا أين الجميع من استمرار الوضع الحالي والذي لا يستطيع أي شخص أن يقوم بتغييره منفردًا ولكنني أطالب بتضافر الجهود وتوحيدها لتحسين الصورة السلبية للعملية التعليمية. 


فلك أن تتخيل يا أخي القارئ أن كثافات الفصول في بعض المحافظات تصل إلى أكثر من 100 تلميذ داخل الفصل الواحد، وليست هذه هي المشكلة الوحيدة التي لا تحقق الهدف لتلك المرحلة فهناك أيضًا عدد من المدارس ليس بها ملاعب ولا أماكن لممارسة الأنشطة لمستوى أعلى من التعليم. 

الاستثمار في التعليم


لأن الطالب بعد حصوله على الشهادة الإعدادية والتي تعتبر المحطة الصغيرة لتحديد مستقبله التعليمي، إما أن يلتحق بمرحلة الثانوي العام أو الثانوي الفني أو يترك التعليم نهائيًا، فبالرغم من مجانية التعليم إلا أن كثير من أبنائنا الطلاب يتركون التعليم بعد نهاية هذه المرحلة وذلك لعدة أسباب منها ضعف الامكانيات المادية وأيضًا عدم حصول الطالب على تعليم جيد في مرحلة التعليم الأساسي يؤهله للالتحاق بالمرحلة الأعلى من التعليم.


فالقبول في المرحلة الثانوية يكون بالمفاضلة بين المتقدمين على أساس عامل السن والمجموع الكلي للدرجات على مستوى كل محافظة.
كما أن الالتحاق ببعض مدارس التعليم الفني يكون بمجموع أعلى من الثانوي العام إلا أن الأغلبية العظمى من أبنائنا الطلاب والذين لم يحصلوا على المجموع المناسب للالتحاق بالثانوي العام يلتحقون بالنوعيات الأربعة للتعليم الفني.


ولكي نحقق الهدف من هذه المرحلة لإعداد وتنشئة جيل واعي ومثقف ومؤمن بدوره ويحمل قضايا مجتمعه وأمته، فالانفتاح على الثقافات والمعارف أصبح ضرورة يومية في حياتنا التي لا مفر منها، كما يجب مواجهة الغزو الثقافي والفكري من خلال وضع سياسيات وتحديد آليات التعامل مع المشكلات ومتطلبات العصر الحديث من خلال الاستثمار في التعليم وانشاء الفصول بما يواكب العصر.. 

 

وأيضًا لابد من مراجعة المناهج الدراسية مرة أخرى وإن كان الرأي الأفضل هو عد استيراد المناهج الدراسية من الخارج، بل يكون الاستثمار في بناء مناهج دراسية مناسبة للبيئة وتهتم بالمشكلات والقضايا المرتبطة بالمجتمع الذي نعيش فيه وإعادة أساليب التقييم والامتحانات.


وتوفير فرص التنمية المهنية المستمرة للقيادات التربوية والمعلمين والإداريين مع الاعتماد على النماذج المتميزة والناجحة في إشراك المعلمين ومساعدتهم على تطوير مهارتهم.

 


وفي الختام لابد أن نؤكد أن التعليم حاجة لكل شخص لا غنى عنها، فالتعليم الأساسي هو من أهم مراحل التعليم قبل الجامعي فهو ضرورة حتمية وشريان حياة لكل الأطفال، فعندما يتلقى الطالب تعليمًا جيدًا يمكن ان يحل المشاكل التعليمية في المستقبل. 
كما أنه من الصعب أن نتخيل حياة الطلاب دون الحصول على قدر من التعليم من خلال الفصل والتواصل المباشر من الزملاء والمعلمين.
وللحديث بقية

الجريدة الرسمية