المواطنة والانتماء وبناء الإنسان
الانتماء والمواطنة البيئية لدى طلاب مرحلة التعليم الثانوي “دراسة مقارنة بين المدارس الدولية والمدارس”، تلك الدراسة التي قمت بطرحها للحصول على الدرجة العلمية في فلسفة العلوم الإنسانية من قسم علم النفس بجامعة عين شمس، في مصر ومساهمة كل نوع في بناء مواطن ينتمى للبيئة ويدافع عنها ويحمى البيئة التي ينتمى لها وهنا نتحدث عن المنطلقات والمبررات التي جعلتني أتناول تلك التجربة تهتم الدراسة بتحديد الفروق بين التعليم الدولي والتعليم الرسمي الموضوع بالدراسة.
من أهم تلك المبررات ما تمر به مصر من بعد الثورة وما بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والانفتاح المعرفي الذي يجعل أبناء مصر عرضة للاستقطاب من الخلايا والجماعات الإرهابية لذلك وضعنا التساؤل الهام في الدراسة: هل ما تقدمه التربية والتعليم فى التعليم الرسمى وما تشرف عليه الوزارة فى التعليم الدولى يصنع المواطن المنتمى للبلد والصالح للوطن ويعى الواجبات ويقدمها ويفهم الواجبات ويحافظ على حقوق الآخرين؟ وماذا عن تجربة الدول المتقدمة في مناهج التعليم؟
الانتماء للوطن
من الضروري وضع المنهج الواضح الذي يصنع من الطالب فردا يحافظ على مقدرات الوطن ويراعى الجميع ويجعل الفرد يراقب نفسه ويساعد الآخرين في المحافظة على الوطن، ومن خلال تجربتي في إنجلترا عام 2014 رصدت عددًا من الملاحظات بعين الباحث في علم النفس وكونى مسؤولا عن الاستفادة من التجربة الإنجليزية في ذات الوقت، وقد جعلتنى ملاحظاتي أسأل عن أهم ما يقدم للطالب في لندن وفي اليابان من منهج يصنع منه إنسانا ينتمى للبيئة التى يحيا فيها ويحافظ عليها.
عند السؤال عن أهم الإبداعات التي تقدم للتميز في تلك الدول المتقدمة وتحظى برعاية الطالب وتشجعيه، كان نصيب الاهتمام على الطالب الذي يشارك بدراسات بيئية ويهتم بوجود اختراعات تخدم البيئية وتحافظ عليها وينتمى للبيئة وذلك جعلنى أفكر لماذا الانتماء البيئي؟!
الانتماء البيئى يجعل الفرد يحافظ على المحيط الحيوى من عدم التلوث والإهدار وكذلك يحافظ على المحيط الاجتماعي ولا يقدم على إيذاء الآخرين أو إرهابهم أو تعنيف المحيطين، فينبغى الحافظ على الإنسان، والحفاظ على الموارد التى تحقق له السلام، وذلك الانتماء البيئى يجعل من الفرد متخذا للقرارات يضع نصب عينيه ما هو صالح للبيئة الحيوية والبيئة الاجتماعية ليصبح مسؤولًا عما يفعل، فيتخذ قرارا ليحافظ على المياه ويحافظ على المسطحات الزراعية ويمنع التجاوزات والمخالفات..
وهنا أتساءل هل المسؤول الفاسد طبقا لذلك المقياس يكون شخصا خائنا ولا ينتمى للبيئية ولا الوطن وهو مفسد في الأرض؟ توصلت نتائج الدراسة إلى وجود فروق لصالح التعليم الرسمى في الانتماء للوطن والبيئة، فرق لا يتجوز 5% عن التعليم الدولي.
ومن توصيات الدراسة ينبغي أن تتولى وزارة التربية التعليم خطة للتطوير بحيث تلبي حاجات الطلاب الملحة مما يؤمن توفير أسباب الاستقرار والأمن والانتماء لدى الطلاب. وكذلك إعادة النظر في نمط العملية التعليمية من حيث المناهج وغيرها، وإتباع أساليب تنمى الانتماء مثل الديمقراطية وحرية التعبير وتفعيل دور طابور الصباح من حيث قيام أحد معلمى المدرسة بإلقاء كلمة الصباح عن أحد الإدارة..
بالإضافة الى الاهتمام بدور المكتبات المدرسية وتزويدها بالكتب العامة المعنية بالحضارة المصرية والإرادة المصرية (الروح الوطنية) وكذلك قصص وكتب الانتماء، وإقامة الدورى الثقافي تحت إشراف الوزارة.
ومتابعة الوزارة للمدارس الدولية بضرورة الالتزام بتحية العلم وترديد النشيد الوطني في طابور الصباح ومناهج التي يتم تدريسها في المدارس الدولية، خاصة اللغة العربية والتربية الدينية والتربية الوطنية والدراسات الاجتماعية، ودراسة إمكانية تدريس مادة التربية الوطنية بمرحلة التعليم الأساسي حيث يتم تدريسها فى المرحلة الثانوية فقط.