يوليو.. صراع الأحرار والعبيد!
مفتونون بنظافة شوارع منطقة وسط القاهرة.. ومثلها في قلب الإسكندرية.. وشكل رواد وزوار مطاعمها وفنادقها ومحلاتها.. ونحن تعنينا مصر كلها وخاصة ضعفائها منذ أولئك الذين صادر محمد علي أرضهم لنفسه ثم لأولاده من بعده، ثم لأعوان توفيق على دخول الاحتلال البريطاني لمصر..
مرورًا بالأجداد ممن سيقوا بالسخرة بمئات الألوف من شعبنا لحفر قناة السويس وكافة الترع والرياحات وماتوا ودفنوا فيها بالتعذيب والجوع والعطش والمرض والغرق وبالصهر والذوبان تحت انفجار خزانات كيماوية ضخمة!
وصولا للحفاة في شوارع المحروسة قبل الثورة ومعهم من تمكنت الأمراض المتوطنة من أجسادهم وممن يسيرون عدة كيلومترات ذهابا ومثلها عودة للعلاج أو للتعليم دون خدمات قريبة منهم وغيرهم ممن لا يجدون عملا شريفا يسد احتياجاتهم الأساسية!
يبكون ليل نهار علي من أخذت أراضيهم رغم إنها وزعت على الفقراء.. ونحن نبكي على الفقراء أنفسهم أحفاد وأبناء من ماتوا بالسخرة وحاربوا مع عرابي دفاعا عن الأرض وهم أصحابها الأصليين.. وهم يبكون عمن أممت مصانعهم في قرارات التأميم.. ونحن نبكي عن العمال ممن ظلوا عشرات السنين بلا ضمانات ولا تأمينات ولا نصيب من الأرباح ولا ساعات عمل محددة..
نبكي علي البرلمانات التي منحت للملاك كل قوانين النهب المقنن المنظم دون ممثل حقيقي للفئة الأضعف.. هم لا يرون إلا مليونير أو أكثر كانوا شرفاء لهم أياد بيضاء على مجتمعهم ونحن نبكي على بلد حرم طويلأ من الانطلاق صناعيا وتعليميا وصحيا وثقافيا فكان البناة المؤسسون لمصر الحديثة ممن تضرب أسماؤهم أكذوبة أهل الثقة وأهل الخبرة في مقتل: ثروت عكاشة وعزيز صدقي وعبد القادر حاتم والنبوي المهندس وصدقي سليمان وعلي الجريتلي وحسن عباس ذكي ورمزي استينو!
الجماعة الملعونة كانت دائما في معسكر تزييف وعي الناس والانتقام من ثورة يوليو والاستمرار في حالة العداء معها والثأر منها.. هم في كل مصيبة وكل كارثة.. ولكننا نحن أصحاب الثورتين.. يونيو ويوليو.. ضدهم وفي مواجهتهم وحلفائهم وخدمهم من مدعي التأريخ ومن مدعي الصحافة والكتابة والإعلام.. وبالمرصاد!