في تحدي يوسف زيدان!
قبل سنوات.. كانت الشكوى مريرة من الغياب المصري عن إفريقيا.. المجال الحيوي الطبيعي للسياسة الخارجية المصرية والدائرة الثانية بعد العربية من دوائر الحركة المصرية المرتبطة بأمننا القومي!
كان الغضب من ضياع الدور والنفوذ المصري في دول كانت السوق الكبيرة والأساسية للمنتجات المصرية كما كانت الداعم غير العربي الرئيس في المحافل الدولية ككتلة تصويت كبيرة خصوصا في الجمعية العامة للأمم المتحدة!
بدأت مصر بعد ثورة يونيو تبذل جهودا جبارة لاستعادة هذه المكانة.. وكان الجهد مضاعفا خاصة أن فترة غيابنا سمحت لغيرنا ممن يتعارض أمننا القومي معهم بالتواجد وللأسف بقوة في إفريقيا.. لكن سريعا وبالجهد المضاعف عادت مصر لقارتها!
كان الكل.. والكل يعني الكل.. قبل هذا التحرك المصري يترحم علي مصر وأفريقيا بالستينيات.. وبعد الجهود المصرية ظل الربط منطقيا أيضا.. خصوصا أن زعماء أفريقيا من الجيلين الثاني والثالث لثوار القارة ممن ساهموا في تحريرها هم من يحكمونها الآن ولم يزل الدور المصري ودور زعيمها جمال عبد الناصر عالقا في الأذهان.. يتذكرونه علي الدوام!
الدور المصري في أفريقيا
بخلاف الإخوان بقي واحد في مصر كلها.. وكلها يعني كلها لا يري هذا الدور الكبير في الستينيات.. الذي يعرفه أطفال مصر.. واللياقه تأبي أن نقول غير ذلك.. إلا واحد فقط.. هو يوسف زيدان مؤلف الموظف بمكتبة الإسكندرية.. الذي طل فجأة علينا من إحدي القنوات غير المصرية.. وبلا أي مناسبة ليهاجم جمال عبد الناصر.
فلا كانت ذكرى ثورة يوليو ولا كانت ذكرى رحيله ولا أي مناسبة أخرى.. وفجأة يقول: "وضيع فلوس مصر في أفريقيا" مكررا اتهامات الإخوان التي باتت مضحكة وقديمة وقتلت نشرا حتى الملل.. ليحول أحد أهم إنجازات الرجل إلى إسراف وإهدار أموال البلد!
لن نكرر ولن نذكر حجم العائد لمصر من علاقاتها في افريقيا. تصديرا تجاريا وتأمينا سياسيا وأمنا قوميا.. فمن لم يفهم أحاديث السنوات الماضية لن يفهم أبدا.. لكن الموضوع ببساطة أن مصر اليوم تدعم إفريقيا جدا وعلى كل المستويات.. تبني مستشفيات وتجهز أخرى وتقدم المساعدات وتعالج مرضي مرض واحد لمليون إفريقي حتة واحدة وهو فيروس سي.. ومليون أخرى في الطريق..
وترسل ملايين الأطنان من المساعدات بلغت إحداها للسودان الشقيق 182 طنا مساعدات طبية وبلغت إحداها 90 شاحنة وهكذا بشكل مباشر مع 30 دولة نتذكر منها مساعدات أزمة كورونا وكذلك كافة الكوارث الطبيعية خصوصا الفيضانات وكذلك تقدم منحا دراسية وإعفاءات جامعية بلغت ٩٠٪ لبعض الجنسيات الإفريقية الشقيقة وغيرها وغيرها!
صاحب هذه السطور كما أيد الدور المصري في الستينيات بالأثر الرجعي لأحداث لم يعاصرها ولم يكن قد جاء للحياة أصلا يؤيد بكل إعتزاز وبكل فخر الخطوات الحالية ويدعمها ويدرك تأثيرها وأثرها وعائدها..
لكن السؤال: هل يتشجع زيدان وينتقد خطوات إستعادة افريقيا الحالية ويعلن رفضه لها ورفضه لصرف أي جنيه خارج مصر؟! هل يتسق مع نفسه ويتشجع ونراه مع ذات المذيعة أو مع غيرها ينتقد ويهاجم؟ أم الشجاعة فقط مع من تركوا مناصبهم وغادروا حياتنا كلها ولا قدرة لهم علي الرد والدفاع عن أنفسهم؟!
ننتظر شجاعة زيدان وانتفاخه دون خجل كما شاهدناه وهو يسئ لحاكم مصري هو في ذمة الله علي شاشة غير مصرية!