جانا الهوا بلسان مغربي فصيح !
هل شاهدت -عزيزي القارئ- كيف يغني أهلنا في المغرب الحبيب جانا الهوا للعندليب الأسمر ومحمد حمزة وبليغ جماعيا؟! وبمكان مهم ومع فرقة مغربية كبيرة وبقيادة مايسترو مغربي شهير؟ وفي تناغم لا مثيل له كأنها فرقة مكونة من عشرات الألوف؟! إن كنت شاهدته فقد عرفت حجم الامتزاج بين المصريين وأشقائهم في كل مكان حتى في أقصى الأرض العربية.. وإن لم تشاهده حتى الآن فابحث عنه.. حتى ستفرك عينيك في الوهلات الأولى..
حيث سيهيأ لك أن الحفل في إحدي الصالات المصرية المفتوحة أو المغطاة! الوجوه هي الوجوه.. الأزياء هي الأزياء.. الأداء المبهج هناك كالأداء المبهج هنا.. لا فرق.. وستراجع بيانات التسجيل.. لتتأكد أن الحفل بالكامل في المغرب الشقيق! وقد أحيته فرقة المايسترو المغربي أمين بودشار بقاعة محمد الخامس المغطاة بالدار البيضاء مساء أول أمس الخميس تماما كحفلات أخرى في قرطاج أو جرش أو غيرها من بقاع عربية غالية !
تأثير القوة الناعمة
الآن.. يرد القدر علي كل مؤامرات أبعاد الشعوب العربية عن بعضها حتي بالقوة الناعمة التي وحدت ولم تفرق.. يرد القدر -بنفسه- علي كل الفتن اليومية ذات المصدر الواحد المعروف هناك حيث لجان المخابرات العسكرية لكيان العدو! الذي لا يريد أن تقوم قائمة لأمتنا بل يرد أن تقوم قيامتها!
اليوم يرد القدر -بنفسه- على كل غارق في الفتنة مستقبل لها محرضا عليها من مهاويس ومراهقي السياسة ضحايا أعلام التمزق والتشتت وفيس بوك وبعض حيزبوناته ممن فاتهم قطار الفهم والحكمة ويحسبون أنهم يحسنون صنعا!
الوحدة العربية الحل الوحيد لكل المشكلات، لذلك تتلقى وبتركيز لا مثيل له طعنات يومية. حتي بات البعض يسخر من مصلحته.. وهو ما لا وما لن تجده في أي قومية أخري.. البعيد منها والقريب علي السواء. لا عند الصين ولا الصرب ولا عند الكورد والترك والفرس ممن يحترمون قومياتهم.. لسبب بسيط جدا وهو أنها قوميات بلا أعداء مزمنين! هذا الابتلاء في بلادنا وحدنا!
في الأخير.. كل المحبة لشعب المغرب الحبيب البديع المبدع المتذوق الرقيق الجميل.. وللفن المغربي.. ولفناني المغرب وملحنيه من عبد السلام عامر وعبد الرحيم السقاط إلي إسماعيل المغربي ومحمد الرفاعي وغيرهم..
ولمطربي المغرب العظام من عبد الوهاب الدوكالي الذي يبدو شابا وقد تجاوز الثمانين حفظه الله وعبد الهادي بالخياط عمدة الطرب المغربي وكذلك ابراهيم العلمي وعبد العزيز العرباوي إلي سميرة سعيد وعزيزة جلال وسمية القيصر (وقد حاورناها قبل اعتزالها بصحبة والدتها التي كانت لا تفارقها قط رغم عدم تخصصنا في الفن لكن للأمر قصة ليس مجالها الآن) وأسماء المنور وجنات والراحلة العظيمة التي افتقدناها كثيرا رجاء بلمليح وغيرهم وغيرهن!
عاشت العروبة.. الحلم الكبير المؤجل القادم حتما.. أن لم يكن في جيلنا ففي جيل قادم تدفعه المعرفة والتعليم والديمقراطية الي إدراك مصالحه الحقيقة!