الأبوة الروحية
نتعرف على سمات الأب الروحي من كلمات معلمنا القديس بولس الرسول في هذه الأعداد: "لأَنِّي أَنَا وَلَدْتُكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ بِالإِنْجِيلِ." (1 كو 4: 15). "يَا أَوْلاَدِي الَّذِينَ أَتَمَخَّضُ بِكُمْ أَيْضًا إِلَى أَنْ يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ." (غل 4: 19). "بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا،هكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ، كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيَكُمْ، لاَ إِنْجِيلَ اللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لأَنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا." (1تس 2: 7، 8).
ومن هنا تتضح مسئولية الأب الروحي ودوره الحقيقي، فهو له موهبة الأبوة من الله بالروح القدس ويظل يعتني بأولاده، ويجاهد من أجلهم حتى: ".. يَتَصَوَّرَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ." (غل 4: 19).، أي حتى يقتنوا الروح القدس الذي يصيرهم أبناء لله كصورة للمسيح، فيعلمهم ويرشدهم إلى كل الحق.
والأب الروحي يسلك للوصول لهذا الهدف ليس بالإرشاد والكلمات والوعظ فقط، بل بالحياة والقدوة الحسنة أيضًا، بل ويحمل أثقالهم، أي يشاركهم في ضعفهم وآلامهم وأحزانهم وحتى أفراحهم: "مَنْ يَضْعُفُ وَأَنَا لاَ أَضْعُفُ؟ مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟" (2 كو 11: 29).
هذا هو ما يفعله الأب الروحي الحقيقي، الذي له موهبة الأبوة من الله لا من الناس، فهو يعي ويشعر بمسئوليته عن نمو أبنائه الروحين، فهو دائمًا ما يسكب نفسه أمام الله ويجاهد في أن يقوموا من عثراتهم وضعفاتهم.