محاولة حرق القرآن لن تكون الأخيرة!
محاولة حرق القرآن الكريم لم تكن المرة الأولى ولن تكون الأخيرة! وحرق القرآن من قبل متطرف هنا أو هناك لن يمحو القرآن أو يزيله من الوجود واستفزاز مشاعر المسلمين لن تكون الأولى ولن تكون الأخيرة.
وهذا الاستفزاز الذى ينم عن ضعف أو مرض أو هوى أو غرض لن يعوق انتشار الإسلام، وما نفعله نحن كمسلمين بأنفسنا وفى تشويه الإسلام يفوق ما يفعله الآخرون بنا. والحل ليس بيانات الشجب والإدانة ولكن علينا مواجهة ذلك بطرق يفهمها الآخرون، إن كانت لديهم الرغبة في ذلك بشرط أن ندرك جيدا أبعاد هذه المخططات.
مثلا.. علينا أن نستفيد من تجارب الأخرين الذين يحمون معتقداتهم بالقانون ومن جهة ثانية أن نظهر العين الحمراء ليس بالصراخ أو بالأعمال التى تصب في صالح هؤلاء المتطرفين مثل اقتحام السفارات، لكن بالضغوط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية من الشعوب قبل الحكومات بعيدا عن العنف لآن هذا هو هدفهم الحقيقى، وهو جرنا إلى أفعال تظهرنا أمام الغرب أننا همج وتستفيد منه أعداء العرب والمسلمون.
حرية الرأى والتعبير
في البداية من قام بحرق القرآن الكريم أمام المسجد الكبير في العاصمة السويدية يوم عيد الأضحى المبارك، ليس من المجتمع الغربى ولكنه من نفس جلدتنا وأن حمل جنسيتهم، فإذا كان الغرب يؤمن بشكل كبير بقيم التحرر والحرية، التى لا يفهما بعضنا بل ويحاول بعضنا تطويعها لتحقيق مصالحه، الحرية والتحررهناك ليست فوضى، كل شئ هناك يتم وفق قوانين صارمة ويكفى أن أذكر أنه لا يمكن فعل أى شئ هناك بالخروج عن القانون بل بعد الإستئذان من السلطات هناك.
نعم الحق في حرية التعبير دعامة من دعائم الدول ذات النظام الديمقراطي انطلاقا من كون الإنسان بطبيعته يحتاج إلى التعبير عن ذاته، وحرية الرأي هي خير وسيلة لهذا التعبير عن الرأي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والهدف هوالمساهمة في تكوين رأي عام مستنير قادر على مراقبة القائمين على الحكم بطريقة تحول دون انحرافهم من جهة وتحقيق مصلحة المجتمع وتقويمه من جهة ثانيه، هذا هو جوهر حرية الرأى والتعبير في دساتير الدول الغربية وأرست لهذه الحرية مجموعة من الضمانات لممارستها والقيود القانونية لضبطها.
والشخص الذى قام بهذا الفعل هدفه الاساسى جذب الانتباه ليس دينيا فحسب ولكن سياسيا، وتجلى ذلك باعلانه مجددا عن حرق العلم العراقى الى جانب القرأن أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وهو لاجئ عراقى أتخذ من مثل هذه الافعال سبيلا للحصول على اللجوء للسويد بعد ان رفضته المانيا من قبل.
والسؤال هنا هل تعنى حرية التعبير حرق كتاب ام مناقشه افكاره، فما بالك بكتاب مقدس.. الحرية في التعبير لا تعنى أبدا المساس بعقائد الأخرين فحريتك تنتهى عند حدود حرية الاخرين، وحتى تتوقف مثل هذه الافعال الصبيانية علينا التحرك كمنظمات مثل الجامعة العربية ومنظمة العالم الاسلامى وحكومات عربية واسلامية إلى السعى لدى الأمم المتحدة لاصدار ميثاق دولى ضد الهجوم على العقائد والديانات، ولا نخص الاسلام فحسب.
علينا ان نستفيد من التجربة الاسرائيلية التى عملت بدأب لتجرم من ينتقد الهولوكست التى يزعم اليهود أن هتلر قد أقام المحارق النازية لليهود خلال الحرب العالمية الثانية، رغم أن الحقائق تنكر ذلك وعلى الأقل تقول أن الهدف لم يكن اليهود فحسب بل طال الأمر بعض المهاجرين من شمال افريقيا والغجر وطوائف كثيرة، لكن نجحت اسرائيل في اصدارهذه القوانين لصالح اليهود، بل ابتزاز المانيا بها حتى الآن.
فهل العرب والمسلمون أقل من اليهود واسرائيل في إصدار مثل هذه القرارات والقوانين حتى يجبر أى إنسان هنا وهناك على احترام مشاعر الاخرين وان تعمل الدول حسابا لمن يخرج عن هذه القرارات!
yousrielsaid@yahoo.com