الزمر واغتيال عادل إمام!
إصدارات عديدة تناولت أحداث أسيوط الدموية الشهيرة في 8 أكتوبر عام 1981 في تقديرنا أن أهمها كتاب "أسيوط مدينة النار.. أسرار ووقائع العنف" للكاتب الصحفي الكبير أحمد عمر الذي ساعده في الوصول إلي تفاصيل مهمة ودقيقة كونه أحد أبناء أسيوط وعمل مديرًا لمكتب جريدة الجمهورية بها فترة طويلة !
علي كل الأحوال.. ملخص الاحداث يقول.. هنا أسيوط.. عاصمة الصعيد الكبيرة والجميلة.. شلالات الدم تنفجر في كل مكان وجثث الأبرياء في الشوارع.. ما الذي جري؟ تقول الاحداث: في السادسة صباحًا شنت مجموعة ترتدي زي عساكر الجيش (المزيفة طبعا) هجومها على مركز شرطة قسم أول غرب أسيوط وكان يضم 112 جنديا و4ضباط.. كان المهاجمون في البداية 7مسلحين..
أحداث أسيوط 1981
وقد خرج معظم أفراد الوحدة لحراسة المساجد لصلاة عيد الأضحي فقاومهم فقط الملازم أول عصام مخلوف ضابط مباحث القسم بطبنجة صغيرة فاستشهد في ثوان.. قتل أحد المهاجمين فسحبوه إلى بيت المواطن سعيد عمر المواجه للقسم وظل تبادل النيران لمدة 3 ساعات كاملة!
في منطقة أخري أكثر سخونة حيث توقفت سيارة بيجو بيضاء مطلية برداءة باللون الأزرق برقم 12600 ملاكي القاهرة وسيارة أخرى فيات جديدة بأرقام 1172 – ملاكي سوهاج أمام مبنى مديرية الأمن..
نزل منهما عدد من المسلحين وفتحوا نيران أسلحتهم الآلية على جنود الحراسة فاستشهد الملازم أول أحمد وحيد ووجدوا العميد شكري رياض مساعد مدير الأمن وكان مرتديًا بدلة رياضية ولا يعلم ما الذي يجري بالخارج وهو باستراحة المديرية - فاطلقوا عليه النار فاستشهد فورا..
ثم قتلوا 16سائقًا و32 جنديًا.. في ذات الوقت كانت سيارات أخرى تجوب شوارع المدينة تحمل مجموعات مسلحة تطلق النار على جنود الحراسات في أي مكان وكذلك علي مبني مباحث التموين وعدة مبان أخري لينتهي اليوم بحصيلة مأساوية بلغت 181 شهيد وجريح!
عبود الزمر شريك كرم زهدي وعاصم عبد الماجد وناجح ابراهيم في هذه المذابح يرد علي اتهامه بالتخطيط لاغتيال النجم الأكبر عادل إمام التي ترددت الأيام الماضية ويقول: لا يمكن يفكر في القتل، سواء كان الشيخ الراحل محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الأسبق، أو أي ممثل! وأن الشرع لا يبيح ذلك وأنه كان منذ عام 1992 شريكا في مناقشة مبادرات وقف العنف!
ما لم يقله الزمر -ونقله نيابة عنه- أن قتل الجنود فقط مباح باعتبارهم رجال السلطة.. وهنا سنسأله هو وتياره كله: لماذا حاولتم إذن قتل مكرم محمد أحمد كاتبنا الكبير رحمه الله وكان مبادرا للحوار معكم أصلا وكان سلاحه قلمه؟! ومتي قتل فرج فودة، وحاولتم قتل نجيب محفوظ؟! تمت وأنت تناقش - يا مولانا- وقف العنف!
إنها الذكري التي تنفع المؤمنين.. في مواجهة الذاكرة الهشة عنده وعند أمثاله وعند البعض من شعبنا.. ولذلك أردنا إنعاشها قليلا.. وسوف ننعشها كثيرا بإذن الله فيما بعد!