خلف مدحت صالح وغيره!
في الأوبرا أو في القلعة شاهدت أكثر من مرة مدحت صالح وهو يقدم نموذجا رائعا للمطرب المصري وللأغنية العربية، رجلا محترما يحترم نفسه أولا وجمهوره ثانيا والمؤسسة التي تستضيفه ثالثا، لا تسمع منه حرفا خارجا ولا بعيدا عن مداعبة الحضور والرد علي مزاحهم معه ولإظهارهم لحبهم له!
الكثيرون يبدون غضبهم لما أسموه محاولات سحب البساط من تحت أقدامنا، ويطالبون الدولة بالتدخل للاستفادة من قوانا الناعمة ويتساءلون في غضب وعصبية: لماذا لا تري حفلات غنائية في مصر..أين دار الأوبرا؟
ثم يعددون حيثيات مطلبهم ومنها قدرات شعبنا الكبيرة ويذكرون عددا من أسماء المطربين المصريين علي رأسهم مدحت صالح! ولكن في أول حفل لدار الأوبرا لهذه السهرات التي طلبوها يحييها مدحت صالح نفسه تراهم وقد انقلبوا إلي النقيض وفجأة تأخذ بعضهم الجلالة وينتقد الحفل فنيا ويقيم أداء نجمه ويبحث فيه عن القطط الفطسانة!
هؤلاء يفتقدون الحكمة التي تقتضي دعم هذا التحرك من الأوبرا ، ومنح مدحت صالح وغيره من مطربينا الكبار -وكل مطربينا كبار- كل الدعم والتشجيع لتستمر التجربة حتي لو كانت هناك ملاحظات من هنا أو من هناك.. لكن علي أصحاب الملاحظات العلم أن حفلا واحدا في أماكن أخري تتجاوز تكلفته ميزانية دار الأوبرا كلها في عام!
المثل صحيح جدا.. وعبقري للغاية. ذلك الذي يقول كالدبة التي قتلت صاحبها رأت ذبابة علي وجهه أرادت قتلها فضربتها فقتلته!
لكن هؤلاء لا يعبرون عن شعبنا.. وقد أستمتع في غالبيته بالحفل وبمدحت صالح وأدائه الرفيع البديع..
قطعا سيكون كل حفل أفضل من سابقه.. هكذا يقول المنطق، وهكذا تقول طبيعة الأشياء، وكلنا خلف التجربة.. نستمتع بها.. نشجعها وقد تأخرت كثيرًا.. وليس لأنها تنافس تجارب أخري!