عاطف الطيب وولاد... !
"يا ولاد…"! بهذه الجملة صرخ نور الشريف وهو يعاقب لص الأتوبيس الذي أمسك به في نهاية فيلم سواق الأتوبيس.. وهكذا قرر مؤلف الفيلم بشير الديك ومخرجه.. كانت الصرخة لا تتناسب مع جرم اللص ولا هيئته، ولكنها كانت انتقاما من كل لصوص المرحلة.. كانت الصرخة "يا ولاد…" وليس "يا ابن…"!
نضال في الفيلم من أجل إنقاذ ورشة الحاج سلطان (عماد حمدي) التي كانت خيرا علي الكثيرين، لكن تسبب الفسدة واللصوص من خونة العيش والملح في إفشالها وتخسيرها لمصالحهم الخاصة، هكذا فعل تحالف علي الغندور ووحيد سيف وحسن حسني، بينما حسن (نور الشريف) معه زملاء الدفعة ممن قاتلوا في أكتوبر وحموا هذا البلد واستردوا أرضه.. فكان التناقض الشهير وفق التعبير الأشهر“الذين عبروا والذين هبروا”!
وبعد ذلك بثمانية أعوام يقدم فيلم كتيبة الإعدام الفكرة ذاتها تقريبا، والنهاية واحدة، والرد من أبناء مصر الحقيقيين بما فيهم ممثل السلطة.. ممن ينحازون للوطن وللشعب وغالبيته العظمي من شرفاء شعبنا!
هكذا كانت أعمال عاطف الطيب، وقد وضعت يدها علي أزمة مصر الحقيقية وجذورها من نهب لصوص السبعينيات لكل شيء..
والذي يصعب في ذكري رحيله اليوم تناول أفلامه الـ21، وقد عالجها بعد أن تسلم راية الواقعية من سيدها وأستاذه صلاح أبو سيف.. ورحل شابا في السابعة والأربعين من عمره، لكنه ترك أثرا فنيا وسينمائيا وسياسيا سيبقي ألف عام.. وتشارك مع من يشاركه أفكاره المنحازة للناس نور الشريف وممدوح عبد العليم وبشير الديك وآخرون لتكون البصمة التي تبقي ما شاء الله لها أن تبقي.. دون النظر إلى المال والثروة والشهرة!
رحم الله الطيب عاطف..