خناقة داخل الحكومة
تواجه الوزيران، الآدمى وزير الإسكان، والآلى المكلف بتحسين أداء جميع أعضاء الحكومة، وأنذرت المواجهة بعواقب وخيمة على الجميع، فنهض بقية الوزراء، ليفصلوا بين الإنسان والآلة الصفيقة، خاصة بعد أن ندت عنها إشارات كهربية حمراء توحي بغضب وشيك الانفجار.
تحلق الوزراء حول وزير الإسكان، بينما تسمر رئيس الحكومة في مكانه مذهولا، وقال وزير الإسكان: شفتم ما يحدث، هل هذا مقبول؟ بيننا بلطجي! بوسعي معالجة الوضع جذريا..
عاد رئيس الحكومة يقول: ليس المهم الأداة، بل النتائج، ونتائج أعمالنا لا تزال تجلب السخط، وخير لنا أن نتحمل رذالة هذا المخلوق الهندسي على أن نتلقى سخط الناس وعواقبه..
وقف الوزير الروبوت محتجا: لا تشتمنى يا فندم.. أستطيع الرد لكنى مؤدب.. هنا فاض الكيل بوزير الإسكان وهب مغادرا وهو يقول: لا صبر لي على هذه المهزلة..
فى أعقابه هرول بقية أعضاء الوزارة، وأخذ رئيس الحكومة يشيعهم وهم يغادرون القاعة بخطوات سريعة غاضبة، ثم جعل ينقل البصر بين المقاعد الخاوية والوزير الروبوت.
فاجأه الوزير الآلي قائلا:
سيدي إنهم يخططون للإطاحة بك.. دعني أتعامل!
صرخ دولة رئيس الحكومة: ارحمنى.. من الذى رمى بك علينا.. اخرس.. اخرس..
هز الآلى رأسه وهمس: فيكم عيب.. لا تقبلون المعلومة الصحيحة بسهولة حتى تقع الكارثة.. حذرتك فانتظر!
أخذ الآدمى يحدق في الآلى حائرا، وقال همسا يخاطب ذاته إنه سيذهب إلى الجهات العليا ليطلعها على كارثة أول مشاركة لوزير اصطناعي في أعمال الحكومة، فقال الروبوت بوقار: انصحك ألا تفعل.. كفي ما يتحمله المسئولون..
اتسعت عينا الرجل.. امتلأت نظراته بخليط من الحنق والحزن والتسليم
ونتابع..