يوسف زيدان وفتنة السودان!
تخيلوا الوضع بالمقلوب.. شخص يصف نفسه بالكاتب والمفكر السوداني يدلي بتصريح تليفزيوني يهاجم فيه زعيم سوداني سابق، لأنه فرط في مصر وأنها كانت تتبع السودان ثم منح لها حق تقرير المصير وهذا قرار خاطئ منه! ماذا سيكون شعورك أيها المصري؟!
كنا نعتقد أن رغبات إعلام الإخوان علي مدار نصف قرن في تشويه سيرة جمال عبد الناصر وتاريخه تقف عند حدود ترديد العامة والبسطاء لها.. أن تصل لقطاع من المتعلمين ماشي.. لكن أن تصل لمن يعتقدون في ذواتهم أنهم صناع الثقافة في مصر ومن يشكلون الرأي العام بها فهنا لابد من وقفة!
كثيرون قالوا نفس الكلام.. متعلمون وبسطاء.. ولما سألناهم: لماذا كنت تريد أن تحتل مصر السودان أو تبقي بها دون أن تعطي لشعبها الحق في تحديد مستقبله؟! كيف تقبل ذلك؟! كيف تفعل ذلك أصلا في وقت تطلب الحق بنفسك في رحيل الإنجليز عن مصر؟!
وللأمانة نقول: ولا واحد من هؤلاء عاند و"قاوح" إنما انقسموا بين من اختفوا من الحوار دون استكماله وبين من عادوا إلي صوابهم بعدما اكتشفوا أن ترديد اسطوانات مشروخة عيب.. لا يليق بهم وهم كبار بالغون مكلفون يعرفون الخطأ من الصواب. والحق من الباطل.. يحبون السودان وشعبه.. ويقرون بل ويدافعون في حقه في تحديد مستقبله.. وأغلبهم أبدي حزنه علي انفصال الجنوب عن السودان العربي الشقيق.. موقفهم كموقف بلدهم مصر مع السودان دعما وحبا منذ عام 1956 وإلي اليوم!
يوسف زيدان لم يصل إلي هؤلاء.. بعد كل هذه السنوات يقف وعلي شاشة إخبارية عربية مهمة ليكرر اسطوانة إخوانية شيطانية لم يخل مقال أو كتاب إخواني في الهجوم علي عبد الناصر منها.. كررها البسطاء وعند تذكيرهم يعودون إلي رشدهم.. أما يوسف زيدان.. ولا بلاش.. الرقابة الأخلاقية تمنعنا لكن له معنا عودة بإذن الله ووقفة مع فتن تصريحاته التي لا تنتهي!