الفن وسنينه
ابن الوز.. لم يعد عوامًا! (1)
ابن الوز عوام، مثل قديم شائع يطلق على كل من ينجح في نفس مجال أحد والديه، ولكن في الحقيقة يختلط الأمر على معظمنا، فيعتقدون أن كل من يكمل مشوار أحد والديه من النابهين في مجاله هو أيضًا بالضرورة من هؤلاء المتفوقين الموهوبين وهو اعتقاد عار تمامًا من الصحة!
فعلم الوراثة والجينات يقول إن بعض الصفات الوراثية مثل الشكل ولون البشرة والطول وغيرها تنتقل من أحد الوالدين إلى الأبناء ولكن قليلًا ما يحدث ذلك فيما يتعلق بموهبة ما أو تفرد في ملكة معينة، ومن ثم لو طبقنا ذلك على الفن والفنانين سنكتشف عكس ما هو سائد عن أن أبناء الفنانين ناجحين مثل آبائهم وأمهاتهم وينطبق عليهم المثل الشهير ابن الوز عوام!
وأن معظم أولاد الفنانين لم ينجحوا في مجال الفن مثل ذويهم على مدار التاريخ وأن القليل جدًا منهم من حقق نجاحًا وتميزًا في مجال الفن مثل أحد والديه بل وتفوق البعض منهم على والده أو والدته أيضًا!.
الأبناء العوامون قليلون
هي ظاهرة قديمة مستمرة منذ بدايات السينما في مصر ولكنها ازدادت بقوة في السنوات الأخيرة خاصةً وأن معظم من اقتحموا مجال التمثيل من أبناء الفنانين لم يوفقوا وانسحب أغلبهم في هدوء، لتتأكد مرة أخرى حقيقة أن الفن موهبة لا تورث!
ونظرة على النماذج الفنية الناجحة من أبناء الفنانين عبر تاريخ السينما والتليفزيون حتى الآن، نفاجأ بأنهم قليلون جدًا مقارنةً بمن دخلوا هذا المجال بصفة عامة!، فنجد منهم من امتلك الموهبة عن أحد الوالدين ولكنه لم يتمتع بالذكاء والطموح فلم يكمل المسيرة رغم البدايات المبشرة ومن أبرز هؤلاء هويدا ابنة الشحرورة صباح التي كانت مشروع فنانة شاملة متميزة!
أما النماذج التي أثبتت موهبتها وحققت نجاحات وكان لذويهم دورا في ذلك.. الفنانة الكبيرة سهير رمزي ابنة الراحلة درية أحمد التي كانت نجمة لعدد من الأفلام التجارية الكوميدية في الخمسينيات مثل الدم يحن، خضرة والسندباد القبلي، مغامرات خضرة، الفنان نبيل نورالدين نجل القدير شفيق نورالدين الذى جسد أدوار مهمة في أفلام عديدة مثل أريد حبا وحنانا، الجنة تحت قدميها، الصعود إلى الهاوية..
الفنانة رانيا فريد شوقي التي قدمها والدها للسينما لأول مرة في فيلم اه واه من شربات عام 1992، لتنطلق بعدها مؤكدة موهبتها عبر العديد من الأعمال السينمائية والتليفزيونية والمسرحية الناجحة، أحمد الفيشاوي نجل الراحل فاروق الفيشاوي والقديرة سمية الألفي الذي يري البعض أنه تفوق على والديه موهبةً ونجاحا لاسيما في الأدوار النفسية المركبة!
والراحل هيثم أحمد زكي كان يسير بخطوات جيدة نحو الصفوف الأولى منذ أن وضعه القدر على طريق الفن أثر وفاة والده أثناء تصوير فيلمه الأخير حليم، المعجونة فن وموهبة حنان مطاوع، فمنذ خطواتها الأولى وهي تنبئ عن فنانة من العيار الثقيل ولعل أدوارها الأخيرة مثل وعود سخية وسره الباتع لخير شاهدة على ذلك..
ابن العمدة أحمد صلاح السعدني نموذج آخر لابن الوز العوام خير خلف لخير سلف، كان من أفضل نجوم رمضان بسره الباتع، دنيا وايمي سمير غانم حالة خاصة مبهجة في الفن، فالأولى فنانة شاملة متكاملة تمثيلًا وغناء واستعراضًا والثانية ورثت جينات الكوميديا وخفة الدم عن والدها الراحل الكبير سمير غانم..
ليلى وملك أحمد زاهر مبشرتان منذ بدايتيهما كطفلتين بفيلم عمر وسلمى 2، ومن أحدث الوجوه المبشرة أيضًا من أبناء الفنانين.. محمد إبراهيم يسري، نور خالد النبوي، محمود عمرو ياسين، أحمد كمال أبورية نجل القديرين كمال أبو رية وماجدة زكي والذي لمع برمضان المنقضي في مسلسل ستهم بطولة روجينا زوجة خالة أشرف زكي !