النجاح لا يأتي من فراغ.. مانشستر سيتي نموذجا!
للمرة التاسعة في تاريخه جرى تتويج نادي مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي وللعام الثالث على التوالي.. وليس لهذا إلا معنى واحد؛ وهو أن النجاح لا يولد من فراغ.. ولا يأتي بالأماني ولا يعترف حتى بالماضي مهما يكن عريقًا.. بل تقف وراءه إدارة ناجحة للنادي ومدير فني ناجح داخل المستطيل الأخضر وهو الإسباني بيب جوارديولا الذي يجيد، مع فريقه المعاون، صناعة الخطط والتكتيك وقراءة الملعب واختيار وتوظيف لاعبيه بلا مجاملة ولا واسطة ولا تحيز.. بل الأداء المميز هو الفيصل.. والمعيارالحاكم لكل اختيار!
الأداء الرائع لنادي مانشستر سيتي سواء في البطولات الإنجليزية أو دوري الأبطال الأوروبي.. يعيدنا للسؤال: ماذا عن أداء الأندية واتحاد الكرة في مصر.. وماذا عن المنظومة الرياضية برمتها.. هل تتغير للأحسن أم تراوح مكانها وتفقد عرشها وتفرط في تاريخها.. لماذا الأداء جيد لأفراد المصريين هنا وهناك.. بينما يأتي مخيبًا للآمال في الألعاب الجماعية؟!
وبصرف النظرعن صحة ردود أفعال السوشيال ميديا في الأيام الأخيرة إزاء هروب لاعب منتخب مصر في المصارعة الرومانية، أحمد فؤاد بغدودة الذي أثار جدلا واسعا بعد اختفائه عقب مشاركته في بطولة أفريقيا في مدينة الحمامات بتونس والذي التمس له كثيرون العذر بعد الذي قاله والده لأحد البرامج الفضائية من ضآلة ما يحصل عليه هذا البطل من مكافآت.. فإن صح ذلك فإنه يندى له الجبين..
المنظومة الرياضية وصناعة الأبطال
فكيف تتعامل اتحاداتنا بمثل هذا الاستهتار مع أبطال مصر ونجومها الواعدين؟!.. فلا تقدير ماديًا يحفز اللاعبين ولا رعاية طبية ولا غذائية تبني الأجسام السليمة.
وليس الحال في اتحاد كرة القدم أحسن منه في غيره من اللعبات الأخرى.. بل ثمة عشوائية وغياب للاستراتيجية، ناهيك عن المجاملات والمحسوبيات والازدواجية وغياب العلم والإدارة بمفهومها الرشيد.
قد يقول قائل: أداء الأندية المصرية تُسأل عنها إدارات تلك الأندية.. فماذا ذنب اتحاد الكرة؟!.. والحق أن الأخير هو المسئول الأول عن ضعف الأداء وفشل المنظومة كلها.. فالمجاملات وغض الطرف عن أخطاء هذا والتشدد في العقاب مع ذاك.. واهتزاز التحكيم وكثرة المشاكل سببها الترهل وغياب الحسم والرؤية.. وكلها أوزار يتحملها اتحاد الكرة.. انظروا لما فعله اتحاد الكرة الإنجليزي مع مدرب ليفربول.. لتعرفوا الفارق بيننا وبينهم!
المقارنة بالتأكيد ليست في صالح مصر.. وحتى أفريقيًا لو قارنا مثلًا مستوى منتخبنا القومي بنظرائه في أفريقيا؛ كالمغرب الذي حقق نجاحًا مشهودًا ومبهرًا في المونديال خطف إعجاب العالم كله واحترامه، لوجدنا الفارق كبيرًا؛ فالمغاربة أو السنغاليون يحترف منهم العشرات بأوروبا ولديهم بدل النجم عشرات النجوم في المركز الواحد.. رغم أن تعداد مصر يفوق تعداد البلدين الشقيقين..
فأين الخلل؟!.. وأي نظام احتراف يطبقه اتحاد الكرة المصري.. وماذا تفعل وزارة الشباب والرياضة لبناء منظومة رياضية قادرة على المنافسة وحصد البطولات وصناعة الأبطال.. فإذا كان الخلل في اتحاد الكرة فلماذا الإبقاء عليه دون تغيير؟!
سوء الإدارة، وسوء الاختيار أكبر آفة تجلب الفشل في كل مجال، ولن يتغير الحال إلا إذا احتكمنا للعلم والموضوعية وحسن الاختيار واتخاذ القرار السليم.. بقي أن نقول ما نشستر سيتي تستحوذ عليه مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار منذ عام 2008..ومن يومها ولا يكف النادي عن تحقيق الإنجازات!