رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

٦ نجومٍ ضد التيار

لا شك أن معظم الناس الأسوياء أصحاب الطموح يبحثون عن التميز والاختلاف عن الآخرين من الناحية الإيجابية المحمودة ويبذلون قصارى جهدهم لإدراك هذا الهدف المنشود، ولكن القليل منهم من يحقق ذلك! وهو ما ينطبق على جميع المجالات في الحياة، في الفن مثلًا على مدار تاريخه الحافل في مصر، نجد أعدادا محدودة جدًا من الفنانين الحقيقين هم الذين نجحوا في إيجاد مكانة متميزة وخاصة لهم في وجدان الجمهور، بما قدموه من أعمال ناجحة وهادفة ومختلفة تحترم عقول الناس وتعبر عن رسالة الفن ودوره المهم في خدمة المجتمع.. 

Advertisements

 

ولنا في الأجيال الفنية السابقة أمثلة واضحة على ذلك، ومن الأجيال الحالية هناك عدد قليل جدًا من الفنانين الذين ينتمون لهذه النوعية، من أبرزهم من سنتناولهم في هذا المقال، هم فنانون قد لا يكونون الأكثر موهبة ولا أصحاب مشروع فني كبير ولكنهم الأكثر صدقًا، يسبحون ضد التيار السائد والمسيطر على الفن في السنوات الأخيرة، تيار التسطيح والتفاهة وهدم الثوابت والموروثات والضحك على الناس وإلهائهم عن مشاكلهم الحقيقية والذي أظن أنه ممنهجا وليس من قبيل الصدفة؟!

اثنان من الزمن الجميل


هما اثنان يعدان امتدادا لزمن الفن الجميل ونجومه الكبار، اثنان لا خلاف على موهبتيهما الكبيرة وأسلوبيهما الخاص جدًا في التمثيل وأعماليهما المتميزة، التي تعكس ذكاء ودقةً شديدين في اختيارها، هما باختصار الأفضل على ساحة الدراما المصرية والعربية حاليًا ومن ثم كان من الطبيعي أن يتصدرا أغلب الاستفتاءات ويستحوذا على كل هذا الكم من الإشادات وعبارات الثناء والمديح، خاصةً على أدواريهما الأخيرة في شهر رمضان إنهما النجمان المتألقان طارق لطفي وخالد النبوي.. 

 

والاثنان يتشابهان في عدة أمور، مثل البداية الجيدة وإن اختلفت في الاتجاه.. الأول من خلال أعمال تليفزيونية كبيرة مثل العائلة، أهالينا، حديث الصباح والمساء، الليل واخره، الحقيقة والسراب، والثاني من بوابة السينما بأعمال مهمة أيضًا منها.. المواطن مصري، المهاجر، المصير، فتاة من اسرائيل، قبل أن يمرا بمرحلة من الهدوء النسبي مع ظهور جيل جديد من نجوم الكوميديا، سيطروا على الساحة لاسيما في السينما.. 

 

ولأنهما نجمان من ذهب والذهب لا يصدأ، فقد واصل كل منهما طريقه بنجاح تام.. لطفي بمسلسلات وأدوار متميزة، منها.. جبل الحلال، بعد النهاية، القاهرة كابول، جزيرة غمام وأخيرًا مذكرات زوج وليلة السقوط اللذين عرضا في رمضان، والنبوي بحث عن النجاح السينمائي بعيدا عن مصر من خلال السينما العالمية ونجح في المشاركة الجيدة في أعمال كبيرة مثل Kingdom of Heaven , Fair Game , The Citizen وذلك قبل أن يعود إلى ممارسة هوايته في التألق بالتليفزيون بأعمال مثل.. واحة الغروب، ممالك النار، لما كنا صغيرين، راجعين يا هوى وأخيرًا رسالة الإمام.

الريسة والمدهشة


كما أن طارق لطفي وخالد النبوي هما الأفضل من الرجال في الوقت الحالي، فإن النجمتين منى زكي وحنان مطاوع هما كذلك الأبرز من الفنانات ليس بسبب الموهبة الواضحة، التي رغم أهميتها الشديدة إلا أنها ليست كافية وحدها لصنع الفارق والتميز، فلابد أيضًا من الذكاء الفني والوعي والفطنة في الاختيار وهو ما تعكسه أغلب أدوار الاثنتين منذ أوائل مشواريهما حتى الآن.. 

 

ف منى زكي كانت محظوظة في البدايات بمسلسلات رائعة مع نجوم كبار مثل زيزينيا، أهالينا، الضوء الشارد، العائلة وبأفلام جيدة.. اضحك الصورة تطلع حلوة، أيام السادات، مافيا، سهر الليالي واستمرت في اختيار تقديم الأدوار المتميزة في التليفزيون والسينما بذكاء تحسد عليه وبأفلام ناجحة مثل دم الغزال، احكي يا شهر زاد، تيمور وشفيقة، ولاد العم، أبو علي ومسلسلات مهمة منها.. آسيا، أفراح القبة، لعبة نيوتن وأخيرا تحت الوصاية حيث بلغت أوج نضجها الفني وحرفيتها وتألقها وتسلطنها..


أما حنان المدهشة ابنة الوز الكبير الراحل كرم مطاوع والقديرة سهير المرشدي، فتسلقت سلم النجومية خطوة وخطوة وكان طريقها أصعب بكثير من منى زكي! فمنذ بدايتها بمسلسل حديث الصباح والمساء، لم تتنازل عن احترامها لفنها ولجمهورها ولتاريخ والديها وهو ما تشهد به أعمالها، التي تركزت غالبيتها في التليفزيون مثل.. ونوس، دهشة، طاقة نور، لمس أكتاف، الرحلة، بت القبائل، القاهرة كابول، وجوه وأخيرًا وعود سخية وسره الباتع اللذان عرضا في رمضان.

الصياد والرقيقة


الفنان يوسف الشريف واحد من أكثر النجوم الذين يغردون خارج السرب في السنوات الأخيرة، فدائمًا ما يبحث عن أفكار خارج الصندوق حتى لو خانه التوفيق أحيانًا، ولكنه فنان جاد ومخلص يحترم عقل المشاهد تماما وهو ما يجعل أعماله قليلة نسبيًا لأنها ضد التيار السائد من الفن حاليًا! ومن هذه الأعمال مسلسلات مثل.. إسم مؤقت، الصياد، لعبة إبليس، القيصر، كفر دلهاب، النهاية، كوفيد.


وأخيرًا تأتي الجميلة الرقيقة مي عز الدين كواحدة من الفنانات اللواتي رغم بدايتها السينمائية غير المبشرة إلى حدًا ما، في فيلم رحلة حب مع المطرب محمد فؤاد، إلا أنها أخذت تتقدم بخطى جيدة على مستوى الأداء والاختيار كذلك، فقدمت أدوارًا جيدة في السينما مثل خيانة مشروعة، عمر وسلمى ١، بوحة..

 

 

وفي التليفزيون قدمت الحقيقة والسراب، قضية صفية، الشك، دلع البنات، حالة عشق، رسايل، خيط حرير ونضجت بشكل ملحوظ في أخر مسلسلين جزيرة غمام وسوق الكانتو وصار منهجها الكيف والمضمون قبل الكم ومن أجل ذلك اعتذرت عن عدة أعمال في التليفزيون والسينما في الفترة الأخيرة.

الجريدة الرسمية